الثورةُ الحسينيةُ ومقتضياتُ الوحدةِ الإسلاميةِ

انطلاقاً من عنوانِ هذا البحثِ نجدُ أن هناكَ ثلاثَ مفرداتٍ أساسيةٍ وهي الثورةُ الحسينيةُ والإسلامُ والوحدةُ، ومن المفردةِ الأولى ندخلُ إلى مسألةِ عاشوراءَ وثورةِ الإمامِ الحسين (ع)...
والسؤالُ المتبادرُ إلى الذهنِ، هو لماذا كانت هذه الثورةُ؟ ما هي منطلقاتُها وأهدافُها؟ وهل كان المقصودُ من ورائها إعلاءَ مذهبٍ على مذهبٍ أم الوصولَ إلى السلطةِ أم إعلاءَ شأنِ الدينِ بما هو عقيدةٌ جاءَ بها نبيُّ الإسلامِ محمدٌ (ص) وهناكَ من يعملُ على تحريفِها؟؟
ثورةُ الإمامِ الحسينِ (ع) من خلال خطابِهِ
إن المتعمقَ في خطابِ الإمامِ الحسينِ (ع) قبلَ وأثناءَ المعركةِ يجدُ أن أهدافَ الإمامِ كانتْ واضحةً لا لُبسَ فيها، فهو أعلنَ منذ البدايةِ فقالَ (ع):"وإني لم أخرجْ أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمةِ جديَ (ص) أريدُ أن آمُرَ بالمعروفِ وأنهى عن المنكرِ وأسيرَ بسيرةِ جدي وأبي عليٍّ ابن أبي طالبٍ عليه السلام، فمن قبلني بقَبولِ الحقِّ فالله أولى بالحقِّ ومن ردَّ عليَّ هذا أصبرُ حتى يقضيَ الله بيني وبين القومِ بالحقِّ وهو خير الحاكمين" .
انطلاقاً من هذا الخطابِ واعتماداً عليه نجد أن الإمامَ عليه السلام أعتبرَ أن الحكمَ يستندُ إلى الإسلامِ وإنْ لم يُطّبِقْ مضامينَهُ كافةً، ولذلكَ لم يكن التعاملُ معه على أساسِ التغييرِ، كما يتعاملُ مع الحكمِ الكافرِ، بل اعتمدَ معه فريضةَ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ التي يُتعامّلُ فيها مع المجتمعِ الإسلاميِّ والحاكمِ الظالمِ ولم نجدْ في هذا التعبيرِ ولا في غيرِهِ ما يَلفِتُ إلى أنّ المسألةَ مسألةٌ مذهبيةٌ أو أن السعيَ كان من أجلِ الوصولِ إلى الحكمِ باعتبارهِ غايةً في أساسِهِ، بل هو وسيلةٌ لتحقيقِ الغايةِ الأسمى التي هي إعلاءُ شأنِ الدينِ الذي جاءَ به محمدٌ بنُ عبدِ الله (ص)، ومنعُ مَنْ يَعملُ على تحريفِهِ عن مضامينِهِ الأصليةِ.
إن الصراعَ الذي حصلَ وقتَها لم يكن يتعرّضُ لإقناعِ الناسِ بالدينِ وهم مسلمونَ وإنما لمنعِ تسلُّطِ مَنْ لا يستحقُّ الولايةَ عليهم المؤدي حتماً في نهايةِ المطافِ إلى تحريفِ الدينِ عن مضامينِهِ الأساسيةِ خدمةً لمصالحِ الحاكمِ المستبدِ الظالمِ، ولذلك عندما جاءَ الوليدُ بن عُتْبةٍ إلى الإمامِ الحسين (ع) طالباً منه البيعةَ ليزيدٍ، قالَ له: "أيها الأميرُ إنا أهلُ بيتِ النبوةِ ومعدنُ الرسالةِ ومختلفُ الملائكةِ، بنا فتحَ الله وبنا يختِمُ، ويزيدُ فاسقٌ شاربُ الخمرِ قاتلُ النفسِ المحترمةِ ومعلنٌ للفسقِ، ومثلي لا يبايعُ مثلَه" .
إذاً المسألةُ مسألةُ عدمِ جوازِ تسلُّطِ الظالمِ غير الملتزمِ بالإسلامِ على المسلمينَ وحكمِهم باسمِ الإسلامِ، والصراعُ في هذهِ الحالةِ صراعٌ سياسيٌّ يهدفُ للحفاظِ على الدينِ من خلالِ وسائلَ مشروعةٍ وليس مذهبياً يهدفُ الى تغليبِ مذهبٍ على آخرٍ، فإن قلتُ أليستِ المسألةُ تنطلقُ من الدينِ باعتبارِ أن الحكمَ باسمِ الإسلامِ والاعتراضِ والثورة من أجلِ تحقيقِ مفاهيمهِ؟ قلت عندما أقولَ إن الصراعَ سياسيٌّ لا أريدُ من خلالِ ذلك فصل الديني عن السياسي، فلا يوجد في الإسلام فصل على هذا الأساس. وكما قال - المرحوم آية الله السيد حسن المدرس - وكرّره الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سِرّهُ): (سياستُنا عينُ ديننِا ودينُنا عينُ سياستِنا).
في الخلاصةِ نصلُ إلى أنَّ الإمامَ الحسينِ(ع) عندما ثارَ على يزيدٍ فإن ثورتَهُ كانت إصلاحيةً من داخلِ الأمةِ على مَنْ هُم جزءٌ منها لكنهم قد سيطروا على مقاليدِ الحكمِ بغيرِ وجهِ الحقِّ وعملوا على تحريفِ مبادئِ الإسلامِ عن معانيها الأساسيةِ لمصلحةِ بقائهم في الحكمِ، فقامَ الإمامُ بثورتِهِ ليعيدَ المعالمَ المضيعةَ من الدينِ ويقَّومَ الاعوجاجَ الحاصلَ ومِنْ ضُمنِ وحدةِ الأمةِ لا انطلاقاً من تقسيمِها على أساسٍ مذهبيٍّ أو طائفيٍّ.
ولذلك نجد أنّ ممن كانَ مع الإمامِ الحسين (ع) من هو عثمانيُّ الهوى كزهيرٍ بن القينِ أو مسيحياً كجَونٍ بن حوى مما يعني أن المسألةَ المذهبيةَ أو الطائفيةَ لم تكن موجودةً، بل إن الخلافَ الحاصلَ كان خلافاً سياسياً، وعليه فإن إرجاعَ الموضوعِ إلى عنوانٍ مذهبيٍّ هو خروجٌ عن الأهدافِ الساميةِ لثورةِ الإمامِ الحسينِ (ع) بل هو تحريفٌ لها، مع التأكيدِ أن العنوانَ المذهبيَّ المتداوَلَ اليومَ لم يكن متداولاً وقتها، بل هو اتى بعد عشراتِ السنين.
الوحدةُ الإسلاميةُ ضرورة
من أهم المسائل التي ركز عليها الإسلام مسألة الوحدة الإسلامية باعتبارها سبباً من أسباب وحدة الأمة، فلم يسمح الإسلام بتقسيم الأمة الإسلامية، لا على أساس عرقي أو طائفي أو مذهبي أو باعتبار اللون أو اللغة، فقال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ . ما يعني أنّ مَنْ يقومُ بجعلِ هذه الأمةِ أكثرَ من واحدةٍ هو مخالفٌ لإرادةِ الله فيها، وهذا لا يعني أن الاختلافاتِ غيرُ موجودةٍ بل هي وبنصِّ القرآنِ الكريم ِموجودةٌ، لكن لكي تكون سبباً للتعارفِ والتواصلِ، بل في بعضِ الأحيانِ للتنافسِ، فقال عز وجل: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ .
فالأساسُ هو التعارفُ والتنافسُ بتقوى الله، وعندما تكون تقوى اللهِ عزّ وجلّ هي الأساسُ في المنافسةِ فلا خوفٌ على البشريةِ، وقد وصلَ الأمرُ إلى حدِّ أن الله ألزَمَنا بهذه الوحدةِ التي تنطلقُ من الاعتصامِ بحبلِ الله تعالى، فقال: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ .
فإذا كانت الوحدةُ والاعتصامُ فريضةً فلا يجوزُ أن يَعمَلَ أيُّ أحدٍ على تفريقِ الأمةِ على أسسٍ عرقيةٍ أو مذهبيةٍ أو طائفيةٍ، بل أن نعملَ لجمعِ الكلمةِ على الالتزامِ بأحكامِ الله عز وجل.
بين المذهبية والسياسة
لعلّ السببَ لهذا البحثِ اليومَ هو قيامُ طواغيتِ العالمِ الذينَ يريدونَ السيطرةَ على أمتِنا الإسلاميةِ بمحاولةِ تحويلِ الصراعِ الحاصلِ من صراعٍ سياسيٍّ إلى صراعٍ مذهبي، والهدفُ من وراءِ ذلكَ أن تستثارَ الغرائزُ والعواطفُ وتعمقَ الخلافاتُ، وإعطاءَ بُعدٍ دينيٍّ لهذهِ الخلافاتِ كي تكونَ المسألةُ مرتبطةً بالعقيدةِ ويكونَ القتالُ مع هذه الجهةِ موصلاً للجنةِ، فلا يعودُ المنتمي يبحثُ في أحقيةِ جماعتِهِ بل يتعصبُ لها طمعاً في الوصولِ إلى الجنةِ، أو تحقيقِ مكسبٍ لها حتى لو لم تكن تستحقُهُ أو كانت ظالمةً فيه، في حين أنه في واقعِ الأمرِ أداةٌ في مشروعٍ سياسيٍّ كبيرٍ استغلَ انتماءَهُ المذهبيَّ لاستقطابِهِ لأنهُ لو أرادَ استخدامَ عباراتٍ سياسيةٍ وإبرازَ أنه يريدُ استغلالهُ للوصولِ إلى السلطةِ لما أستطاعَ أن يستقطِبَهُ ويستغلَّ نفسَهُ وحالَهُ وولدَهُ ومالَهُ في صراعِهِ للوصولِ إلى السلطةِ.
بل إذا رجعنا إلى خطابِ بني أميةَ وقتذاك نجدُهم أنهم استغلوا عناوينَ دينيةً ومذهبيةً للتغطيةِ على الصراعِ السياسيِّ من خلالِ إدخالِ عقيدةِ الجبرِ واعتبارِ أن كلَّ من يخرجُ عليهم إنما يخرجُ على إرادةِ الله الذي مكّنهم من الوصولِ إلى السلطةِ فيصبحَ الخروجُ ليس اعتراضاً على ظلمهِم أو تسلّطِهِم إنما هو خروجٌ في وجهِ إرادةِ الله واعتراضٌ عليها.
كيف نوجّهُ الخروجَ باعتبارِهِ خروجاً سياسياً لا مذهبياً
لو أردنا استعمالَ مصطلحاتِ العصرِ الحديثِ فيما حصلَ ما بينَ الإمامِ الحسينِ عليه السلامُ ويزيدٍ، فإننا نجدُ أن هناكَ وثيقةً موقعةً بين الإمامِ الحسنِ (ع) ومعاويةَ تنصُّ على أن يكونَ الخليفةَ من بعدِ معاوية هو الإمامُ الحسنُ(ع)، فإنْ كانَ ميتاً فالإمامُ الحسينُ (ع)، وقد التزمَ الإمامُ الحسينُ (ع) بهذِهِ الوثيقةِ ولم يخرجْ منها بعدَ استشهادِ أخيهِ الإمامِ الحسنِ (ع) بتحريضٍ من معاويةِ، بل انتظرَ إلى حينِ وفاةِ معاويةَ ليعتَبِرَ أن تعيينَ يزيدٍ خليفةً هو خروجٌ عن وثيقةٍ دستوريةٍ متفّقٍ عليها تبرّرُ له نقضَ التفاهمِ الحاصلِ والمطالبةَ بحقٍّ دستوريٍّ بغضِّ النظرِ عن الحقِّ الإلهيِّ المكتسبِ بالتعيينِ والمصرّحِ عنه بلسانِ رسولِ الله(ص): "الحسنُ والحسينُ إمامانِ قاما أو قعدا" .
لذلك فإنه لم يخرجْ عليه السلامُ لإثباتِ الأحقيةِ من خلالِ النصِّ الإلهيِّ مع ورودِهِ بل من بابِ إلزامِ الخصمِ أولاً بوثيقةِ الاتفاقِ في صلحِ الإمامِ الحسنِ(ع) مع معاويةَ وثانياً بالكتبِ التي أتتهُ من زعماءِ الكوفةِ بالبيعةِ له مع نقضِهِم إياها لاحقاً.
وأنت لا تجدُ في كلِّ خطابِ الإمامِ الحسينِ (ع) أيَّ تطرُّقٍ إلى مسألةِ الخلافِ الحاصلِ على خلافةِ رسولِ الله(ص) بعد وفاتِهِ لأنه لم يكن أمراً مطروحاً بل لا فائدةَ من طرحهِ في هذهِ المرحلةِ لأنه يقوّي الخلافَ المذهبيَّ ويُخرِجُ الثورةَ عن أهدافِها الحقيقيةِ، باعتبارها ثورةً إنسانيةً إسلاميةً تسعى لإحقاقِ الحقِّ وإرجاعِ الدينِ إلى منابعهِ الأصيلةِ ووصولِ مَنْ يستحقُّ إلى السلطةِ الدينيةِ لا باعتبارِها غايةً في ذاتها بل بما هي سببٌ لتطبيقِ الدينِ المحمديِّ الأصيلِ.
فعاليةُ الخطابِ الحسينيّ
إنني وباعتبارِ تجربتي التي امتدتْ إلى ما يقاربُ الستةَ وثلاثينَ عاماً في إطارِ الوحدةِ الإسلاميةِ، وأيضاً ما يقاربُ هذهِ الفترةَ أو أكثرَ من ارتقاءِ منبرِ الخطابِ الحسينيِّ أجدُ أن فعاليةَ هذا الخطابِ تكون من خلالِ الانطلاقِ من نفسِ الأهدافِ التي انطلقَ منها الإمامُ الحسينُ (ع)، فالثورةُ ليست ثورةَ الشيعةِ ضدَّ السنّةِ، وليستْ ثورةَ الساعي لتقسيمِ الأمةِ على أُسسِ الاختلافاتِ الموجودةِ فيها كاللغةِ، أو العرقِ، أو القوميةِ، بل بما هي ثورةٌ تسعى لتحكيمِ الإسلامِ الحقيقيِّ ولهذا انضمَّ زهيرُ ابنُ القينِ إليها، ولتحكيمِ العدلِ مقابلِ الظلمِ، ولذلك أنضمَّ جَوْنٌ، حتى أن بعضَ أربابِ السيِّر قالَ إن من بينِ أنصارِ الإمامِ الحسين (ع) سبعةَ عشرَ مسيحياً.
فإذا كنا نريدُ أن ننقلَ الثورةَ إلى الأجيالِ القادمةِ علينا أن ننقلَها على حقيقتِها بما هي ثورةٌ إنسانيةٌ تحققُ مفاهيمَ العدلِ والحقِّ لا بما هي ثورةٌ مختصةٌ بمذهبٍ دونَ غيره.
لذلك يجب أن يعتمدَ الخطابُ الحسينيُّ المبادئَ التاليةَ:
أولاً: أدعو إلى أن ينطلقَ الخطيبُ من خلالِ توضيحِ أن الثورةَ هي ثورةُ حقٍّ في وجهِ باطلٍ، وعدلٍ في وجهِ ظلمٍ، وليست ثورةَ مذهبٍ في وجهِ آخرَ، أو حتى حزبٍ في وجهِ حزبٍ آخر.
ثانياً: إن الذي دعا إليه الإمامُ الحسينُ هو الإصلاحُ الدينيُّ على أساسِ الإسلامِ وليس الدعوةَ لنصرةِ مذهبٍ على آخر.
ثالثاً: إن الحسينَ (ع) إمامٌ لكلِّ المسلمينَ بلْ لكلِّ الأحرارِ وليس لمذهبٍ أو دينٍ أو جماعةٍ أو حزبٍ ضدَّ آخر.
رابعاً: توضيحُ معالمِ الحقِّ في ثورتِهِ أولاً من خلالِ الأحاديثِ وثانياً من خلالِ الاتفاقِ السياسيِّ الحاصلِ وقتَها أيامَ صلحِ الإمامِ الحسن (ع).
خامساً: عدمُ جوازِ استخدامِ منبرِ الإمامِ الحسينِ(ع) للنيلِ من شخصياتِ ومقدساتِ الآخرينَ سواءَ كانوا أتباعَ المذاهبِ الأخرى أو الأديانِ الأخرى، فليس هذا هو نهجُ ائمتنا، وليس من أجلِ ذلك ثارَ الإمامُ الحسينُ(ع).
سادساً: عدمُ إدخالِ الإمامِ الحسينِ(ع) وثورتِهِ في خلافاتنِا الداخليةِ، حتى في الأوساطِ الشيعيةِ، فإنَّ في ذلك تقزيماً لمفاهيمِهِ، وإن كان اعتمادُنا في ثورتِنا على هذهِ المفاهيمِ ضرورةً.
سابعاً: إخراجُ الخرافاتِ من الخطابِ الحسينيِّ وإبعادُها عنه فإن لذلك أثاراً عكسيةً خاصةً عند المتلّقي حديثِ العهدِ بالإسلامِ، أو متبعاً لمذهبٍ آخر أو دينٍ آخر والإمامُ الحسينُ(ع) ليس بحاجةٍ إلى هذهِ الأمورِ لإقناعِ الآخرِ بأحقيةِ ثورتِه.
ثامناً: لا مانعَ عندي من وجود ِكراماتٍ داخلَ أحداثِ الثورةِ لكنّ الإعلانَ عنها والتركيزَ عليها قد يؤدي دوراً سلبياً لا حاجة لنا به.
تاسعاً: البعدُ عن مسألةِ "ولسانُ حالِهِ يقول"، خاصةً مع استعمالِ لسانِ الحالِ هذا لإثباتِ قناعةٍ لدى القارئ قد لا يكونُ مجمَعاً عليها، بل قد لا تكونُ مقبولةً عندَ الإمامِ الحسين (ع)، لذلك أنصحُ بالاقتصارِ على القولِ لا على لسانِ الحالِ، وإذا ما أرادَ أن يحلّلَ فليقلْ أنا أرى، لا أن ينسبَ التحليلَ للإمامِ من خلالِ لسانِ حاله.
عاشراً: التركيزُ على العناوينِ الأخلاقيةِ والوجدانيةِ والعرفانيةِ الإيمانيةِ والبعدُ عن الأمورِ الخلافيةِ والمثيرةِ للنزاعات.
الدكتور الشيخ حسان عبد الله