مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: "تفاجأنا بتأييد أصدقائنا في التيار الوطني الحر لجهاد أزعور وهو من قالوا عنه بالأمس: "أن الإبراء له مستحيل" فكيف تحول إلى ممكن بين ليلة وضحاها؟!!"

العدد رقم 392 التاريخ: 2023-06-09

تسليط الأضواء على روسيا والشرق الأوسط

سوريا: روسيا تُحكم سيطرتها في شمال- شرق سوريا، تنجح بدفع سياستها قدماً مقابل تركيا وإيران في إطار عملية أستانا بعد أن سحبت القوات الأمريكية قواتها من شمال شرق سوريا، تستمر روسيا بالتمركز في المنطقة حيث هدفها هو إعادة كامل السيطرة في المنطقة السورية التابعة لبشار الأسد.

أقيمت قاعدة روسية جديدة، هي الثالثة من حيث التعداد، قبل عدّة أسابيع في المدينة الكردية القامشلي، فيما رفرفت أعلام روسية في بلدات كثيرة في المنطقة، بما فيها الرقة- التي كانت ذات مرة معقلا ومدينة داعش في سوريا.

حُرّرت الرقة في عام 2017 من قبل القوات الكردية، مدعومة من قبل الائتلاف الدولي الذي لا تُعتبر روسيا جزءاً منه. وقد خصّص كلّ من رفع الأعلام وتوزيع المساعدة الإنسانية على السكان لحفر الرواية الروسية في الوعي العالمي، ومفادها أن روسيا هزمت داعش. في غضون ذلك، اتفقت روسيا وتركيا فيما بينهما على عدم توسيع منطقة الفصل شمال شرق سوريا، وذلك بخلاف ما ادّعته أنقرة قبل عدة أشهر. عملياً، منعت روسيا تركيا من مواصلة الحرب ضدّ الأكراد ومحاولة قضم جزء آخر من الأراضي السورية لصالح منطقة الفصل التي أقيمت قبل الاتفاق بين روسيا وتركيا قبل نحو شهرين.

بموازاة ذلك، روسيا تواصل تسريع أهدافها بشأن سوريا على المستوى الدبلوماسي، بغية الحؤول دون اندلاع مواجهة بين الأتراك والأكراد والجيش السوري في الشمال وفي شمال شرق سوريا. في إطار عملية أستانا عُقد هذا الأسبوع لقاء ثلاثي شارك فيه دبلوماسيون من روسيا، تركيا وإيران في نور سلطان، عاصمة كازاخستان. وفي بيان مشترك أعلنت الأطراف الثلاث عن منع أي مساس بسيادة سوريا وشجبت ما سموه "عدوان إسرائيل".

بهذا الشأن، يمكن الإشارة إلى التقارير السرية التي نُشرت هذا الأسبوع على موقع إنترنت والذي عُني بأمور أمنية حول أن طائرات حربية روسية منعت سلاح الجو الإسرائيلي من مهاجمة أهداف إيرانية في منطقة حمص. هذه المعلومة اقتُبست في وسائل الإعلام في العالم كله بما في ذلك روسيا، حتى أنه ليس ثمة موافقة عليها من مصادر موثوقة وجهات رسمية.

روسيا وتركيا: الفتور في العلاقات بين أنقرة والولايات المتحدة متواصل، الحلف مع موسكو يتعزّز كلما أصبحت العلاقة بين روسيا وتركيا قوية، كلما تدهورت العلاقات بين واشنطن وأنقرة لمنحدر جديد. في مطلع شهر كانون الأول 2020 ينطلق مشروع الغاز "التيار التركي" [القناة] الذي سيقود الغاز من روسيا إلى تركيا وإلى دول جنوب وجنوب شرق أوروبا، فيما يهددون في الولايات المتحدة بتنفيذ عقوبات ضد كل من يشارك في هذا المشروع. وقد صرّح الرئيس التركي "رجب طيّب أردوغان" بأن المشروع سيُنفّذ على الرغم من تهديد العقوبات من جانب الكونغرس. يُذكر بأن بوتين على وشك زيارة تركيا والمشاركة في إطلاق القناة.

يشار إلى أنه في عام 2016، ساعد التوقيع على الاتفاق الربحي بتهدئة التوتر بين روسيا وتركيا، في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية من قبل الجيش التركي قرب الحدود مع سوريا، ومنذ ذلك الحين نجحت روسيا ببيع أنقرة منظومات دفاع جوي من طراز S-400 وسلاح روسي متطور آخر، مع امتعاض الولايات المتحدة. حالياً، تتباحث روسيا وتركيا حول إمكانية [توقيع] صفقة أمنية مهمة أخرى تشمل بيع منظومات دفاع جوية متقدمة وطائرات حربية حديثة من طراز SU-35.

في موسكو واثقون بأن مشروع الغاز الجديد أيضاً سينجح من ناحية اقتصادية على الرغم من تهديد العقوبات الأمريكية، وسيساهم في توثيق العلاقات بين روسيا وتركيا، المستهلك الأكبر للغاز الروسي، وكذلك بين روسيا ودول أوروبية على شاكلة هنغاريا وصربيا، اللتان مرتا في الآونة الأخيرة بعملية تقارب مهمة مع روسيا.

السودان: روسيا تدير علاقات مع النظام الجديد، تطمح لتركيز نفوذها في السودان. روسيا، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى أكبر مصدّر للسلاح في القارة الأفريقية، تواصل توسيع نفوذها في دول أفريقية. إحدى هذه الدول التي تتصدر الاهتمام الروسي هي السودان، الجارة الجنوبية لمصر، دولة تمتلك ثروة طبيعية كبيرة وممراً إلى البحر الأحمر. بعد وقت قصير من تغيّر الحكم في السودان، اعترفت روسيا بالنظام الجديد، على الرغم من أنها سابقاً حاولت مساعدة الرئيس عمر البشير الذي كان تحت رعايتها للحفاظ على الحكم لصالحه.

هذا الأسبوع، زار وزير روسي رفيع الخرطوم بغية تسريع التعاون في مجال إنتاج المعادن وحفر مناجم. من غير الواضح إن كانت روسيا ستتمكن سريعاً من العودة إلى تلك التفاهمات التي توصلت إليها في عهد البشير، بسبب التأثير السعودي المهم والاتجاه الموالي لأمريكا من قبل السلطة الجديدة، لكن، يبدو أن روسيا ستستمر بهذه المحاولات، بسبب اهتمامها بالسودان. من وجهة النظر الروسية، تُعتَبر الخرطوم أهم محطة في نطاق عودتها إلى أفريقيا ودفع سياستها قدماً في هذه القارّة. وفي إطار القمة الروسية الأفريقية التي عُقدت في شهر تشرين الأول وقّعت مع دول أفريقية كثيرة اتفاقيات في مجال بيع الأسلحة وإنشاء مفاعل نووية على أرضها.

معهد السياسات والاستراتيجية - هرتسيليا

ترجمة وإعداد: حسن سليمان

 

 

 

إخترنا لكم من العدد