مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: "تفاجأنا بتأييد أصدقائنا في التيار الوطني الحر لجهاد أزعور وهو من قالوا عنه بالأمس: "أن الإبراء له مستحيل" فكيف تحول إلى ممكن بين ليلة وضحاها؟!!"

العدد رقم 392 التاريخ: 2023-06-09

إخفاقات ترامب تفوق إنجازاته

محمود إسماعيل

لا يكاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحتوي أزمة تلاحقه حتى تتبعها أزمة أخرى، بدءاً من أصابع الاتهام التي وُجِّهت إليه بالسماح للصديق اللدود روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، من خلال التلاعب بالنتائج لصالح وصوله إلى البيت الأبيض، مروراً بتأليبه أوكرانيا لإضعاف منافسه الديمقراطي جو بايدن الأمر الذي عده الكونغرس خيانة عظمى..

هذا بالإضافة إلى خلافاته مع دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر حليفة الولايات المتحدة التاريخية وردها القاسي عليه، ثم مواصلة كوريا الديمقراطية مسلسل تجاربها الصاروخية غير آبهة بتودد الرئيس الأمريكي إليها مرات ثلاث خلال لقائه زعيمها كيم جون أونغ.

يمكن حصر الحرب على ترامب بأربعة اتجاهات هي:

١- الحزب الديمقراطي الذي اتجه نحو العمل على التحقيق مع المقربين من ترامب وصولاً إلى عزله وإبعاده عن المشهد السياسي برمته. فقد أصدرت لجنة نيابية تابعة للحزب المذكور مؤخراً مذكرة تتضمن تهمتين هما: إساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس، واعتبرت أن هاتين التهمتين جنحتان غير مقبولتين من رئيس يمارس صلاحياته العامة.

٢- لعبت وسائل الإعلام دوراً هاماً لكسر هيبة ترامب بعد ما اتخذ موقع الند لها وشن هجوماً عليها واعتبرها منحازة ضده ومنعدمة النزاهة.

٣- واجه ترامب اعتراضات في معقله، أي من داخل حزبه الجمهوري وفريق عمله الذي اختاره في بداية عهده الرئاسي، حيث شهد خلافات بسبب سياسته غير المرضي عنها، ما دفع العديد إلى تقديم استقالات ومنهم من كان ترامب يرى فيهم ركائز مهمة لتماسك حكمه أبرزهم: جايمز ماتس وزير الحرب السابق، وجون كيلي أمين عام البيت الأبيض، وريكس تيلرسون وزير الخارجية السابق، ونيكي هايلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة وغيرهم من الذين كانوا في مراكز القرار.

٤- تأجيج ترامب لصراعات خارجية جديدة مع عدم قدرته على حسم القديم منها، حيث شن حرباً تجارية على الصين وأوروبا، وخالف القانون الدولي باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني، فيما قدم تنازلات جمة لبيونغ يانغ دون نتيجة تذكر، فضلاً عن تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أدنى مستوى.

هذه العوامل مجتمعة شلت إدارة ترامب في ملفات كثيرة، لكنها ما زالت قادرة على مواصلة طريقها، خصوصاً مع وجود أنصار لها على الصعيد الشعبي. فساكن البيت الأبيض حقق نتائج إيجابية ملموسة في المجال الاقتصادي في بلاده، إذ أن البطالة انخفضت إلى أدنى مستوى منذ ٥٠ عاماً، وقد أقام مشروعات ضخمة طور خلالها البنية التحتية، كما أن خطابه الشعبوي "أمريكا أولاً" جعل قسماً كبيراً من الشارع يلتف حوله. لذا، فإن رهان ترامب في الانتخابات المقبلة سوف يستند إلى الاتكاء على هذه المنجزات التي قد توصله إلى ولاية رئاسية ثانية على الرغم من إخفاقاته التي تفوق إنجازاته.

 

 

إخترنا لكم من العدد