مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: "بداية محاكمة رياض سلامة والادّعاء عليه من قبل الدولة اللبنانية هو خطوة في الاتجاه الصحيح نأمل أن تصل إلى النتائج المرجوة"

العدد رقم 380 التاريخ: 2023-03-17

حبر على ورق

غسان عبد الله

 

إلى جدي‏

يغادرني كل حينٍ حبيبٌ.. فأصحو على وترٍ ضاع مني..‏ على كلمةٍ راحلةْ‏.. أفتش في الأرضِ،‏ أنشر قلبي على الطرقات،‏ وعينيّ في كل صوبٍ،‏ أنادي:‏ تعالَ‏ فأين ارتحلتَ وأي المنازل يحلو!..‏ فكل المنازلِ أمست قفاراَ..‏ وكل العيون اكتوت بالهجيرِ،‏ تعال‏ هوايَ انكسارٌ‏ وليلي احتضارٌ‏ عينايَ ملّت دموع الفراقِ‏ أجبني بعيداً تكون،‏ قريباً تكون‏.. فروحي ترفّ هوىً للقاك.‏

شيخوخه

تأمل وجهه..‏ قمصانه‏.. كتباً على رفٍّ قديم‏ من خشَبْ‏.. تصاويرَ‏ لعجوزٍ‏ تقول: ‏وكان يا ما كانْ‏ وأشياءً بلا دفءٍ‏ ولا ألوان..‏ تلمسَّ بعضها سقطت‏ تفحص وجهه مرات‏ فأدرك حاله ثم انتحبْ.

شِبَاكْ

ثلّة من رَصَدْ‏ يحسبون خطايَ‏ وعثرتي العابرةْ..‏ حشدوا ما استطاعوا أذىً‏ وأنا بينهم‏ أتوكل بالصبر،‏ وبالشعر،‏ أبصرُ عينين،‏ تراهن على دمعتي‏ وشفاهاً‏ تقول: بلى..‏ وأنا حفنةٌ من ندى‏.. جلّ ما أبتغيه‏ عناقٌ أليف‏ٌ يكفُّ الأذى.. وقصائد تفتح للمتعبين‏ كوىً‏.. فلماذا الذي بينهم لا يزول‏؟.. ولماذا الذي بيننا لا يدوم؟!..‏ ولماذا أنا‏ حائرٌ باتقاء الشِّبَاكْ.

الشاعر

ستظلُّ ترقبُ موعداً للشعرِ،‏ يختصر الكتابةْ..‏ منذ ابتدأتَ أسلَمْتَ للحرف الأماني،‏ كنت جرحاً نازفاً‏ ما أوهن السهر القديمُ عيونه..‏ ما استسلمتْ في قلبه‏ لغةُ الحرائقْ..‏ مرت على عينيه‏ أسفارٌ من التيجان والفقراء،‏ مشنقةُ السنابل والحمامْ..‏ مرتْ على عينيه‏ أزمنة الغرقْ‏ ما كان قلباً ضيّقاً بالحزن والجوع،‏ ولكن كان حرفاً غجرياً‏ يمتطي الليل جواداً للأغاني..‏ فمه كل الفصول..‏ دمه الأوراق،‏ والحبر القتيلْ..‏

 

 

 

إخترنا لكم من العدد