مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة العامة للتجمع: "استذكارَ مجزرةِ صبرا وشاتيلا يجعلنا ننظرُ الآن بكثيرٍ من الحذرِ لما يحصلُ في مخيمِ عينِ الحلوة، ونعتبرُ أن هذا الذي يحصلُ هناك هو استمرارٌ لمسلسلِ إنهاءِ المخيمات"

العدد رقم 406 التاريخ: 2023-09-22

حبر على ورق

غسان عبد الله

 

إلى جدي‏

يغادرني كل حينٍ حبيبٌ.. فأصحو على وترٍ ضاع مني..‏ على كلمةٍ راحلةْ‏.. أفتش في الأرضِ،‏ أنشر قلبي على الطرقات،‏ وعينيّ في كل صوبٍ،‏ أنادي:‏ تعالَ‏ فأين ارتحلتَ وأي المنازل يحلو!..‏ فكل المنازلِ أمست قفاراَ..‏ وكل العيون اكتوت بالهجيرِ،‏ تعال‏ هوايَ انكسارٌ‏ وليلي احتضارٌ‏ عينايَ ملّت دموع الفراقِ‏ أجبني بعيداً تكون،‏ قريباً تكون‏.. فروحي ترفّ هوىً للقاك.‏

شيخوخه

تأمل وجهه..‏ قمصانه‏.. كتباً على رفٍّ قديم‏ من خشَبْ‏.. تصاويرَ‏ لعجوزٍ‏ تقول: ‏وكان يا ما كانْ‏ وأشياءً بلا دفءٍ‏ ولا ألوان..‏ تلمسَّ بعضها سقطت‏ تفحص وجهه مرات‏ فأدرك حاله ثم انتحبْ.

شِبَاكْ

ثلّة من رَصَدْ‏ يحسبون خطايَ‏ وعثرتي العابرةْ..‏ حشدوا ما استطاعوا أذىً‏ وأنا بينهم‏ أتوكل بالصبر،‏ وبالشعر،‏ أبصرُ عينين،‏ تراهن على دمعتي‏ وشفاهاً‏ تقول: بلى..‏ وأنا حفنةٌ من ندى‏.. جلّ ما أبتغيه‏ عناقٌ أليف‏ٌ يكفُّ الأذى.. وقصائد تفتح للمتعبين‏ كوىً‏.. فلماذا الذي بينهم لا يزول‏؟.. ولماذا الذي بيننا لا يدوم؟!..‏ ولماذا أنا‏ حائرٌ باتقاء الشِّبَاكْ.

الشاعر

ستظلُّ ترقبُ موعداً للشعرِ،‏ يختصر الكتابةْ..‏ منذ ابتدأتَ أسلَمْتَ للحرف الأماني،‏ كنت جرحاً نازفاً‏ ما أوهن السهر القديمُ عيونه..‏ ما استسلمتْ في قلبه‏ لغةُ الحرائقْ..‏ مرت على عينيه‏ أسفارٌ من التيجان والفقراء،‏ مشنقةُ السنابل والحمامْ..‏ مرتْ على عينيه‏ أزمنة الغرقْ‏ ما كان قلباً ضيّقاً بالحزن والجوع،‏ ولكن كان حرفاً غجرياً‏ يمتطي الليل جواداً للأغاني..‏ فمه كل الفصول..‏ دمه الأوراق،‏ والحبر القتيلْ..‏

 

 

 

إخترنا لكم من العدد