عبرة الكلمات
غسان عبد الله

عبرة الكلمات
نداء عذب
اللَّيلُ يَرْتَشِفُ المدى نَجْماً.. تَلأْلأَ في كؤوسِ أَحِبّتي عادَتْ إليه الشارداتُ على هُدَى.. هاتِ اسقني مِنْ بَوْحِ عَيْنَيْكَ الغرامَ.. ولا تزِدْ فالشعرُ يعتصرُ الكلامَ.. مِنَ الضِّفَافِ السابقاتِ إلى شجوني.. تَرْوي حكايةَ عُمْرِها والدمعُ يلهثُ في عيوني.
مَجْنُون
لَيْسَ مَجنُونَاً ولكنْ ذَاتَ يَوْمٍ وَجَدَ الأَرْضَ خَرَابَا.. لَمْ يَمُتْ مِنْ رَوْعَةِ المَشْهَدِ لكنْ أَخْرَجَ القَلْبَ مِنَ الصَّدْرِ كِتَابَا!.. قَرَأَ الحُبَّ بِصَمْتٍ.. ثُمَّ نَادَى رَدَّدَ القَفْرُ جَوَابَا.. حَلَّتِ الأُنْثَى كَطَيْفٍ يَتَهادَى مَدَّ لِلطَّيْفِ ذِرَاعَيْهِ.. تَصَابَى.. بَعْدَهُ الأَرْضُ تَعَالَتْ.. تُرْبُهَا صَارَ سَحَابَا.. ليسَ مَجنُونَاً ولكنْ ذاتَ يَوْمٍ وَجَدَ الأَرْضَ خَرَابَا!.
صَدِيقُ الوَهْم
صَارَ تَارِيْخَاً صَدِيْقُ الوَهْمِ وَالْعِبْءِ الثَّقِيْلِ.. لَمْ يَعُدْ يَأْوِي إلى الوَاحَاتِ في وَقْتِ الأَصِيْلِ.. لَمْ يَعُدْ يَقْوَى عَلَى زَرْعِ النَّخِيْلِ.. أَقْفَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ إِيْمَاضِهَا الشِّعْرِيِّ وَاسْتَعْصَى عَلَيْهِ الفَجْرُ في لَيْلِ السَّبِيْلِ.. لَيْسَ للتَّارِيخِ مِنْ وَجْهٍ جَمِيْلِ!.
صداقة
يسيرُ في الطّريقْ وفي خطاهُ تركضُ الرّياحْ.. يسائلُ الأيّامَ عن صديقْ يليقُ بالكفاحْ.. لن يلقيَ السلاحْ.. كي لا يملَّ أو يملّهُ الصديقْ.. تجيئُهُ الأيّامُ بالمواقفِ الصَّعبةْ.. وتشتكي مِن حَمَقِ الوسائلِ الأهدافْ.. فيستوي في كفّهِ الإنصافْ وتلتقي الصّحبَةْ.. نِدَّيْنِ.. والخلافْ بينهما محبّةْ.
غسان عبد الله