مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: " نتنياهو يؤجل إعلان الهدنة الدائمة ووقف إطلاق النار لأنه يعلم أنه سيدفع الثمن الأكبر لنتائج العدوان على غزة وفشله في مواجهة ملحمة طوفان الأقصى"

العدد رقم 416 التاريخ: 2023-12-01

أوساط سياسية للبلاد: واشنطن تزيد ضغوطها على لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية ولبنان عاجز عن استخدام أوراق قوته

محمد الضيقة

يبدو أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة غير مستعجل لإنجاز ما تم تكليفه به، ولم يأخذ حتى الآن في الحسبان الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم كل يوم، ولم يأخذ أيضاً في حسابه مسألة التطورات الدولية والإقليمية التي تنذر بأن المنطقة قد تتجه نحو فوضى كبيرة لن يَسْلَم منها لبنان..  

كل هذا الإهمال للوضع الحكومي تواكبه مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني تقودها واشنطن عبر وسيطها هوكشتاين حيث لم يُظهر حتى الآن أي ايجابية يمكن توظيفها في سياق الهدف الذي يسعى لبنان إلى تحقيقه وهو استخراج ثروته النفطية باعتبارها السبيل الوحيد للإنقاذ.

أوساط سياسية متابعة أكّدت أن واشنطن تتعمّد المماطلة بشأن الرّد الإسرائيلي على الاقتراحات التي قدّمها لبنان بشأن ترسيم الحدود ومن ضمنها استئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة.

ومن أن هذه المماطلة تندرج في سياق خطة أمريكية مدروسة تعتمد على استغلال الأزمات التي يعاني منها لبنان من أجل الضغط على رئيس الجمهورية لانتزاع المزيد من التنازلات لخدمة الأطماع الصهيونية في الثروات اللبنانية.

وتضيف الأوساط أن الموقف الذي صدر في بيان عن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد إرسال المقاومة طائرات مسيّرة فوق المنطقة المتنازع عليها، ساهم وبطريقة غير مباشرة في تعزيز سياسة المماطلة التي تعتمدها واشنطن، وهذا الأمر يشير إلى أن واشنطن تحاول من ناحية ثانية ابتزاز الدول الغربية صاحبة المصلحة الأولى باستخراج الغاز والنفط وبسرعة شرقي البحر المتوسط لتعويض حاجاتها بعد تقليص روسيا تزويدها بهذه المادة.

وتؤكد الأوساط أن واشنطن التي تعمل على ابتزاز لبنان من خلال استغلال أزماته الاقتصادية والاجتماعية تمارس السياسة ذاتها اتجاه حلفائها الغربيين لدفعهم للتورّط أكثر في الحرب الدائرة بين أوكرانيا والاتحاد الروسي، هذا الهدف الأمريكي بات واضحاً ويتم التعبير عنه أمريكياً في مناسبات عدة وأبرزها المماطلة في إيجاد تسوية سريعة لترسيم الحدود البحرية بين فلسطين المحتلة ولبنان، تسوية تسمح للبنان باستخراج ثروته كما تسمح للعدو الصهيوني تشغيل حقل كاريش، وهذا التوجه التي تسعى إلى تحقيقه الدول الغربية.

وتشير الأوساط في هذا السياق إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول الاستثمار في الانقسامات الداخلية من خلال تسعيرها بغرض إثارة الفوضى والتعطيل، أو على الأقل تأخير تشكيل حكومة جديدة وذلك بهدف واحد فقط يتمثل بتوجيه الاتهام للرئيس ميشال عون وتحميله مسؤولية العرقلة ومسؤولية الأزمات التي يعاني منها لبنان.

وتؤكد الأوساط أنه وفي ضوء هذا الارتباك الذي يلف الساحة اللبنانية وفي ظل الضغوط التي تمارسها واشنطن وتحريك حلفائها في الداخل بات لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما:

1- إما الرضوخ للضغوط الأمريكية وتقديم المزيد من التنازلات بشأن ترسيم الحدود البحرية، وهذا الأمر ليس مطروحاً وليس وارداً لدى رئيس الجمهورية.

2- الخيار الثاني، أن يعمل العهد وحلفاؤه على مواجهة الضغوط الأمريكية والتمسك بالثوابت اللبنانية من خلال استخدام أوراق قوته وهي كثيرة وهذه السياسة في حال اعتمادها ستجبر واشنطن في النهاية إلى الخضوع من أجل مساعدة حلفائها الغربيين الذين يحتاجون إلى نفط وغاز البحر المتوسط.

إخترنا لكم من العدد