انتصار خليل العواودة والقلق الإسرائيلي المتزايد في الضفة
هيثم أبو الغزلان

انتصار خليل العواودة والقلق الإسرائيلي المتزايد في الضفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيثم أبو الغزلان
ــــــــــــــــــــــ
حقق الأسير الإداري خليل العواودة إنجازاً هاماً، بعد خوضه معركة الأمعاء الخاوية لنصف عام.. وكان شرط حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لوقف إطلاق النار في معركة وحدة الساحات، وضمنتها مصر في ورقتها المعلنة: هو إطلاق سراح الأسيرين الشيخ بسام السعدي، وخليل العواودة. في المقابل يبرز القلق الإسرائيلي من تزايد أعمال المقاومة في الضفة المحتلة.
انتصار
لقد حقق الأسير خليل العواودة ومن خلفه حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الهدف بعد 172 يوماً من الإضراب عن الطعام وخوض معركة الأمعاء الخاوية رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي. فقد تمّ انتزاع اتفاق مكتوب هذه المرة، مع سلطات الاحتلال يقضي بتحديد سقف الاعتقال الإداري للمجاهد عواودة وإطلاق سراحه في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، على أن يبقى في المستشفى، لتلقّي العلاج. وقد اعتبرت مؤسسة "مهجة القدس" في تصريح صحفي أن انتصار خليل العواودة يثبت بأن الإرادة والعزيمة الفلسطينية أقوى بكثير من جبروت الاحتلال. وطالبت مهجة القدس بشدّ الرحال والعزم لنصرة الأسرى ومؤازرتهم.
لقد ثبت بالملموس ومن خلال خوض عدد كبير من أسرى الاعتقال الإداري معركة الأمعاء الخاوية، أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة والضغوط، وأن السبيل الوحيد للتعامل معه هو بالمزيد من المواجهة والمقاومة في إطار معركة الأسرى المستمرة لمواجهة تعنُّت الاحتلال وإصراره على إجراءاته التعسفية الانتقامية المستمرة والمتصاعدة بحقهم.
وقد عمل الأسرى على ترسيخ وحدتهم في قيادة الإضراب والتحركات ضد الاحتلال، في انعكاس واضح لأهمية الوحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يستوجب ترسيخ الوحدة الوطنية في كافة ساحات المواجهة نصرة للأسرى ودعما لمعركتهم ضد الاحتلال، ونصرتهم بكل الوسائل المؤلمة للعدو.
قلق متزايد
وفي مقابل حالة الغليان والمواجهة التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال، يتزايد قلق الاحتلال، وبشكل متصاعد من زيادة منسوب العمليات الفلسطينية في الضفة المحتلة.
ففي الوقت الذي تعمل فيه قوات الاحتلال، وعلى مدار الوقت لوقف وإنهاء عمل المقاومين في الضفة المحتلة، تتزايد العمليات والمواجهات، ما حدا بوسائل إعلام عبرية لأن تعلن، أن هناك إجماعا أمنياً إسرائيلياً على تدهور الأوضاع في الضفة الغربية.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والشاباك ووحدة تنسيق العمليات الحكومية، متفقون على رأي واحد بأن الأوضاع في الضفة الغربية آخذة بالتدهور، وتتحول إلى واقع عنيف شبه يومي، ويعود ذلك بالأساس إلى ضعف حكم السلطة الفلسطينية".
وتزداد العمليات الفلسطينية والمواجهات في العديد من مدن ومناطق الضفة المحتلة، فقد سجّل خلال 48 ساعة، 12 عملية إطلاق نار، و11 نقطة مواجهة، ما يزيد من القلق الإسرائيلي من اتساع دائرة المواجهات لتصبح مواجهة شاملة.
ويستند القادة العسكريون والأمنيون والاستخباريون في تقديراتهم إلى ازدياد نسبة العمليات التي نفّذها مقاومون، فقد ذكرت قناة "كان 11" العبرية أن فلسطينيين قد نفذوا 60 عملية إطلاق نار استهدفت جيش الاحتلال منذ بداية العام الحالي حتى نهاية آب، وأوردت القناة أن 50 عملية نفذت في العام الماضي، و48 في العام الذي سبقه.
إن المؤشرات المتزايدة في عمل الكتائب المظفرة لسرايا القدس والمقاومة، تؤكّد أن هناك إصراراً واضحاً في العمل على تثوير الضفة وإشعالها بالمقاومة.