قوى دولية وإقليمية ومحلية تعمل لإحداث الفراغ في الرئاسة الأولى وحزب الله يتحرك لإبعاد هذا الشبح القاتل
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
قوى دولية وإقليمية ومحلية تعمل لإحداث الفراغ في الرئاسة الأولى
وحزب الله يتحرك لإبعاد هذا الشبح القاتل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
بعد أن بدأ العدّ العكسي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بات المناخ السائد في ظل الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية قابلاً للفوضى في الشارع إذا لم تتمكن القوى السياسية المعنية من إنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال المهلة الدستورية التي تنتهي نهاية تشرين الأول المقبل.
وفيما يراوح ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة مكانه بانتظار عودة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، بات ملف تشكيل حكومة جديدة أمراً ثانوياً بعد الفشل في الوصول إلى اتفاق حول شكلها ومضمونها بين الرئاستين الأولى والثالثة.
أوساط سياسية متابعة أكّدت أن هناك أطرافاً سياسية لبنانية وأخرى إقليمية ودولية تعمل ليلاً نهاراً لإدخال لبنان في مرحلة يحكمها الفراغ في الرئاستين الأولى والثالثة قد تفتح الباب فيما لو نجح هؤلاء في تنفيذ مآربهم على الكثير من التعقيدات على مستوى إدارة البلد قد تدفع لبنان نحو انهيارات جديدة خطيرة، هذه المرة مالياً واقتصادياً واجتماعياً.
وتقول الأوساط إن الأخطر من هذه الانهيارات أنها ستفتح الباب أمام هذه الأطراف لطرح بنية النظام اللبناني على طاولة النقاش، وهذا الأمر تؤشر إليه في المعارك التي تلجأ إليها هذه الأطراف خصوصاً تلك المتعلقة بمن يرث الرئيس عون بعد انتهاء ولايته خصوصاً إذا لم يُنتخب رئيس جديد.
وتضيف الأوساط أنه وعلى الرغم من الدور الإيجابي الذي يلعبه حزب الله سواء على صعيد الدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة أو تمهيد الطريق وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية لانتخاب رئيس جديد، إلا أن كلّ هذه الجهود المبذولة فشلت حتى الآن في الوصول إلى خواتيم إيجابية، وأكّدت الأوساط ذاتها أن الجميع بات متخوفاً من عدم تشكيل حكومة جديدة ومن الوصول إلى فراغ رئاسي يبدو أنه بات شبه مؤكد في حال استمرت المواقف الداخلية على حالها، والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إيصال لبنان إلى هذه المرحلة الخطيرة جداً.
وتضيف أنه من الصعب جداً أن تدير البلد حكومة تصريف أعمال على الرغم من الفتاوى التي يعمل عليها البعض ومعظمها مخالف للدستور، ما ينذر بأزمة دستورية قد تقود إلى فوضى في الشارع في ظل الانهيار الاقتصادي غير المسبوق.
وتشير الأوساط إلى أن حزب الله يتحرك ويطرح الصيغ المتعددة بشأن مسألة تشكيل حكومة، وكما يبدو حسب هذه الأوساط أنه لم يحرز حتى الآن أي تقدم على هذا الصعيد، وبل على العكس من ذلك فإن هناك تراجعاً في منسوب التفاؤل بإمكانية ولادة حكومة جديدة بعد أن تمسّك كل فريق في موقعه، وحذّرت من خطورة عدم البتّ في مسألة تشكيل الحكومة ومن محاولة اعتبارها مسألة ثانوية بعد دخول المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية.