حبر على ورق
غسان عبد الله

حبر على ورق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــ
طقس القصيدة
قبل قليل من الورد يعبر موج البحر مدىً من اللهفة فتسيل الدّهشة من أوراقي وتغمر زغبَ الأفق.. آهٍ كم أتوقُ إلى شاطئٍ عند ساحل كفّكَ الرّباني أغفو لحظةً ثم أؤوبُ إلى عطركَ أزاول طقس القصيدة.
كيف
قاب صرخةٍ معلقة في التقاءٍ كهلٍ ترتفع يدُ الطاحونة بكل ألمٍ لا يوصف، والبحر يحاول أن يلامس جرحها الأبدي كيف أجسر هذه المسافة؟!.
سُرَّ من رأى
سُرَّ من رأى - في نقطة القلب - فسحة كالبحر... سُرَّ من رأى كلماتِهِ تسعى في هبوب الأمل، فكان شاطئٌ ليس كالشاطئ وبحرٌ ليس كالبحر وما كان سوى الـ "سوى"!.
مسافة المستحيل
بعد قليل من الورد أدخل في جحيم الذاكرة؛ أرسم محراب الطفولات البعيدة، وأعود إلى ابتهالات تقطر صلوات؛ تفتّتُ جدار الحزن أحنُّ إلى انبثاقاتِ أول ملاكٍ.. تلعثم الكلام.. حين ارتعاشةِ يديه، وانسكابِ ماءِ صوته في تلجلجي أحنُّ إلى ورد حنانه يومئ... هوذا حيٌّ.. ينبض في مسافة المستحيل.
عصفور
قبل كثير من الوردِ كانت التُربةُ تشدني... لم يكن حزناً... لم يكن فرحاً... كانت زيتونةٌ تهتف بالزيت: باركْ ثمار هذه التربة.. هل كنتُ ورقاً على غصنِك، جنى الثّمرْ؟! لم يكن لي غصنٌ؛ لأمسكَك من خاصرته، أتأهب في كل نائبة، وآتي في استغاثات العشاق... ناديتُ العصفور: تقلّدْ أوسمة الصبر، واشربْ قهوتَك في عزّ الهبوب... هِجْرتُكَ نومٌ في آخرِ السفرْ.