أوساط سياسية للبلاد:

خطاب السيد نصر الله أرعب العدو

وأرغم واشنطن على التحرك لإنجاز اتفاق الترسيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

تواصل القوى السياسية اللبنانية اتصالاتها البينية مع الخارج من أجل التوصل إلى تسويات مطلوبة وملحّة بشأن ملفَّيْن أساسيّيْن، ملف تشكيل حكومة جديدة أو شرعنة الحكومة الحالية مع بعض التعديلات، والملف الآخر انتخاب رئيس للجمهورية..

وكما يبدو فإن هذه الاتصالات قطعت شوطاً يؤشّر

الرئيس بري يفتح السباق الرئاسي

والتدخل الخارجي قد يمنع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة

كل الضجيج الذي يجتاح لبنان هو نتيجة طبيعية بسبب ثلاثة قضايا أساسية هي: تشكيل حكومة جديدة دستورية وهي قضية ضرورية في حال حصول فراغ في موقع الرئاسة الأولى، وانتخاب رئيساً جديداً للبلاد، وقضية ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، هذه القضايا مهمة جداً لمستقبل لبنان على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

أوساط سياسية متابعة لهذه الملفات أوضحت إن لم يسارع المعنيين في إيجاد تسويات وحلول لها وبسرعة واحترام الدستور ومواعيده ومحطاته فإن لبنان سيدخل المجهول، خصوصاً أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية ومحلية تسعى وتتآمر لنشر الفوضى في الساحة اللبنانية من أجلِ إرباكِ المقاومة وحزب الله، وذلك لمصلحة الكيان الصهيوني.

وأضافت أن دعوةَ الرَّئيس برّي إلى جلسةٍ لانتخاب رئيسٍ للجمهورية ستكون محاولة جدّيةً لوضعِ القوى السياسية أمام مسؤولياتها لأنّ إنجازَ هذا الاستحقاق في موعده قد يجنِّب لبنان كثيراً من المشاكل، وقد لا نحتاج الآن إلى حكومة جديدة إلا أن هذا الأمر دونه عقبات كثيرة يتداخل بها المحلي والإقليمي والدولي، حيث يسعى كلُّ فريق من هؤلاء للتّدخل بشكل سافر في هذه القضية اللبنانية الداخلية، وخصوصاً ما صدر عن اللقاء الذي جمع باريس وواشنطن والرياض والبيان الذي أصدروه وحددوا فيه مواصفات الرئيس في تدخّل لم يشهده بلداً في العالم.

وتشير الأوساط في هذا السياق إلى الزيارات المكوكية التي تقوم بها السفارة الأمريكية وإلى اللقاءات التي يعقدها السفير السعودي في لبنان والأوامر التي يصدرها لبعض النواب ولبعض الكتل وخصوصاً الكتائب والقوات اللبنانية بشأن هذا الاستحقاق.

واعتبرت أنه إذا ما استمرت هذه التدخلات والضغوط فإن لبنان يتجه نحو الفراغ في موقع الرئاسة الأولى، وفي حال فشل أيضاً في تشكيل حكومة دستورية كاملة الصلاحيات، يعني أن هذا الكيان الهش سينحدر وبسرعة نحو الانهيار الشامل بعد انهيار كافة مؤسساته باستثناء المؤسسات الأمنية.

وتؤكد الأوساط أن هذه الملفات الثلاثة مرتبطة بعضها ببعض ويحتاج لبنان إلى إنجازها لأن أي فشل في واحد منها يعني مزيداً من الانهيار، فمسألة انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة مهماً أهمية كبيرة توازي ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة.

وتعتبر الأوساط أن دعوة الرئيس بري لانتخاب رئيس مبكراً هي مسألة ضرورية سواء لناحية الالتزام بالمواعيد الدستورية أو من أجل استكشاف مواقف الكتل النيابية ومعرفة اتجاهاتها، وما إذا كان هناك نية حقيقية لإنجاز هذا الاستحقاق بعيداً عن التدخلات الخارجية، مؤكدة أيضاً أن هناك ضرورة مُلِحّة لتشكيل حكومة جديدة، أو على الأقل تعويم حكومة تصريف الأعمال وذلك حتى لا نترك للكيان الصهيوني أي ذريعة في حال تم ترسيم الحدود، لأن الفراغ في الرئاسة الأولى مع حكومة تصريف الأعمال ستجد فيه إسرائيل فرصة للتهرب بحجة غياب المسؤول لتوقيع أي اتفاق معه.