المقاومة تُشعل الضفة والقدس
هيثم أبو الغزلان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيثم أبو الغزلان
ــــــــــــــــــــــ
أشعلت المقاومة وعلى رأسها كتيبة جنين و"عرين الأسود"، الأوضاع في الضفة والقدس المحتلتين. في وقت أشار فيه محللون "إسرائيليون" إلى أن "إسرائيل" قد دخلت موجة من الهجمات القاتلة نهايتها لا تلوح الآن في الأفق..
بينما أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة إلى أن حركة الجهاد تدفع بكل ما تملك من أجل تصعيد حالة المقاومة بالضفة والقدس، وأنها تريد أن تتمدد الحالة إلى الداخل المحتل، وما يحدث ليس عبثيا.
مقاومة متصاعدة
يخطئ من يظنّ أن الفلسطينيين يمكن أن يستكينوا للاحتلال "الإسرائيلي"؛ لم يفعلوا ذلك في السابق، ولن يفعلوها في الوقت الحالي. وما يجري من مواجهات مستمرة في القدس والضفة المحتلتَيْن، قد أدخل المنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، وحكومة الاحتلال، في مأزقٍ حقيقي، من الصعوبةِ بمكان الخروج منه، وانعكس ذلك حالة من التخبّط الشديد داخل الكيان. بينما يمضي فتيةُ الشعب الفلسطيني باتجاه واحد لا يرون من خلاله إلا مآذن القدس، وفلسطين بلا احتلال، ويعيدون تشكيل ليس المفردات فحسب، وإنما الواقع بدمهم وجهادهم ومقاومتهم التي لا ترى ما يحدث إلا إعادة بوصلة القتال باتجاه الاحتلال في طريق ذات الشوكة البعيد كل البعد عن "أوسلو"، وما لحقه من اتفاقيات و"تنسيق أمني مقدس"!.
لقد أدخلت عملية التحرر من سجن "جلبوع"، شعبنا الفلسطيني في مرحلة نضالية جديدة؛ فمن 6/9/2021، والفعل المقاوِم لكتيبة جنين تكثيفاً وانتشاراً وصعوداً ضد الاحتلال. وبات هذا الفعل المقاوِم على امتداد الضفة والقدس ينتشر كالنار في الهشيم، وأصبح هذا الفعل نموذجاً يتسابق الكثيرون للاقتداء به في مواجهة الاحتلال واستباحة المستوطنين للأقصى، ومواصلة الاحتلال ارتكاب الجرائم ضد أبناء شعبنا.
إن للفعل المقاوِم المتصاعد في الضفة والقدس تأثيراً واضحاً في الحالة الشعبية التي باتت تستعصي على الاحتلال، وما حالة العصيان المدني والاضرابات الشاملة، إلا جزءٌ من مسار انتفاضي، على القوى والفصائل والسلطة أن يلتقطوا إشاراته وتحولاته باتجاه فعل انتفاضيّ مستمر ومتصاعد يُراكِم الانجازات ويرفع من كلفة وجود الاحتلال إلى المستوى الأعلى. وهذا بالضبط ما يخشاه الاحتلال الذي يرى أن "التوتر بات ينتشر من شمال الضفة، إلى جنوبها"، وأن "إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة صراع شامل".
صدمة
إن ما تقوم بتنفيذه المقاومة في الضفة المحتلة من عمليات قد أحدث صدمة للاحتلال، فهذه العمليات الإبداعية تتسم بالشجاعة والإقدام، وأثبتت بالملموس قدرةً على الفعل والتجييش وإرباك المنظومة الأمنية والعسكرية الاحتلالية، ما جعل الاحتلال يقرر وضع عشر ألوية إضافية من قوات حرس الحدود بوضع الاستعداد بعد المواجهات التي شهدتها القدس المحتلة مؤخراً، والتي وصفتها مصادر الاحتلال بأنها "حرب قائمة".
فالحرب القائمة ضد المسجد الأقصى المبارك؛ تهويداً واستيطاناً وأسرلة واعتداءات وجرائم مستمرة، تتطلب الرد الفلسطيني الشامل، وعلى مختلف الساحات، بما يوحِّد هذه الساحات في مقاومةٍ شاملةٍ أساسها الفعلُ العسكريُّ المسلح، مترافقاً مع كلِّ أشكال المقاومة ضمن برنامج وطني شامل أساسه المقاومة المسلّحة التي تحوّل حياةَ الاحتلالِ إلى جحيم لا يطاق، وترفع في الوقت نفسه من كلفة الاحتلال على أرضنا بما لا يمكن له أن يتحملها.
