أوساط سياسية للبلاد:

لبنان يقترب من خط النهاية

عجز عن انتخاب رئيس للجمهورية.. وأسبوع حاسم لتشكيل حكومة جديدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

اقترب لبنان من خط النهاية وبات يسابق الوقت من أجل انجاز استحقاق دستوري واحد، رئاسة الجمهورية أو تشكيل حكومة جديدة، إلا أنّ الحراك الذي تقوم به القوى السياسية لا يشي بأي جدية على هذا الصعيد..

حتى الآن لم يحصل أي تطور بارز يؤشر أن هناك أملاً في الأيام الباقية أن يتمكن المعنيون من الاتفاق على تأليف حكومة جديدة بعد إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية، لأن هذا الإنجاز يحتاج لترجمته واقعياً وجود حكومة أصيلة ومتوافَق عليها من أجل حماية الديناميكية التي أفرزها الاتفاق ويؤمن البيئة المناسبة له.

أوساط سياسية متابعة أشارت إلى أن حزب الله وحلفاءه هم الوحيدون الجديون الذين يسعون لتأليف حكومة جديدة مكتملة الصلاحيات تحسباً لأي خطر قد ينتج عن الشغور الرئاسي الحتمي وما بعده لأنه للمرة الثالثة تفشل القوى السياسية في التوافق من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدة أن هذا التوافق لن يحصل بسبب الهوة الكبيرة التي تباعد بين فريقين سياسيين ولكل منهما رؤيته بهذا الاستحقاق وأجندته التي يسعى إلى تنفيذها.

وتقول الأوساط إن هناك أحزاباً متمسكة بنهجها الهادف إلى انتخاب رئيس من أجل خدمة مصالحها وتنفيذاً لأجندة خارجية وتحديداً أمريكية وسعودية، ويتمثل هذا الفريق برأس حربته القوات اللبنانية وحزب الكتائب والاشتراكي، إضافة إلى بعض النواب الذين يعتبرون أنفسهم مستقلين وهم بالتأكيد مرتبطون بالخارج، وتشير الأوساط في هذا السياق إلى إصرار هذا الفريق على ترشيح النائب ميشال معوض على الرغم من أنه يمثل تحدياً لحزب الله وحلفائه ومعادي بالمطلق لنهج المقاومة.

 أما الفريق الثاني تقول الأوساط يسعى هو الآخر من جهته من أجل إيجاد قواسم مشتركة مع كافة القوى السياسية من أجل التوافق على اسم لا يشكل تحدّياً لأي طرف، وأكّدت أن نهج هذا الفريق هو السبيل الوحيد إلى انتخاب رئيس إذا ما اقتنع به الفريق الآخر، لافتة إلى أن هذا الطرف يمثله الثنائي الوطني وحلفاؤهم.

وتضيف الأوساط أنه إذا ما استمرت المواقف على حالها سيتجاوز لبنان المهلة الدستورية وسيكون الفراغ هو البديل، إلا أن الأخطر في أداء القوى الملتزمة بالأجندة الأمريكية والسعودية لا تأخذ في عين الاعتبار المصلحة الوطنية وكما يبدو أنها عازمة على المضي في خياراتها غير عابئة بتداعيات هذا الفراغ على الشارع اللبناني، خصوصاً في حال الفشل أيضاً في تشكيل حكومة جديدة.

وهذا يعني - تقول هذه الأوساط - أن القوى والأحزاب التي تدور في الفلك الأمريكي- السعودي قد حققت لهم خططهم حيث تراهن واشنطن والرياض على انتشار الفوضى في حال الوصول إلى الفراغ للتملص من مضمون اتفاق الترسيم، هذا الرهان أشارت إليه بعض التقارير الدبلوماسية لأكثر من سفارة أوروبية وغير أوروبية تحذِّر من مخاطر أمنية سيكون منطلقها شمال لبنان وتمتد إلى كل المناطق، وعلى الرغم من نفي المؤسسات الأمنية اللبنانية وتأكيدها أن الأمن ممسوك، إلا أن مجرد تسريب هذه التقارير يؤشر إلى ما تخطط له إدارة بايدن وأي رئيس حكومة للعدو ستفرزه الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة الشهر المقبل من أجل الاستثمار في أي فوضى اجتماعية من أجل توظيفها في مواصلة حصارها للبنان، ومن أجل إرباك حزب الله، ولفتت الأوساط من جهة ثانية إلى أن هذه التقارير قد تكون مجرّد تهويل للضغط على القوى السياسية من أجل ترك خلافاتها جانباً وإنجاز ولو استحقاق دستوري واحد، لأنّ الفوضى التي تحذّر منها هذه الدول قد لا تناسبها لأنها حريصة كما تؤكد الأوساط على استتباب الأمن شرق المتوسط من أجل استثمار ثرواته لتزويد أوروبا بها تعويضاً للغاز والنفط الروسي.