وسط استمرار مسرحية ملء الفراغ الرئاسي هل تنجح واشنطن والرياض في تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية؟!!
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
وسط استمرار مسرحية ملء الفراغ الرئاسي
هل تنجح واشنطن والرياض في تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
مسرحية انتخاب رئيس للجمهورية تتواصل فصولها، وتتّخذ أشكالاً متنوعة على وقع تطورات دولية وإقليمية لن ينجو لبنان من تداعياتها، إلا أن الأخطر في هذه الارتدادات المتوقعة والمرجّحة، ما تخطّطه واشنطن بالتنسيق مع الرياض في محاولة منهما لتكرار ما جرى في 17 تشرين 2019، وهذا الخطر عبرت عنه نائبة وزير الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى، وعملياً تمّ التعبير عنه في اللقاء الذي دعا إليه السفير السعودي وليد البخاري تحت ذريعة حماية الطائف.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أنه في ظل استمرار مسرحية الانتخابات الرئاسية والتي يواكبها ارتفاع بأسعار صرف الدولار، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع المواد الغذائية بشكل جنوني في ظل غياب أي رقابة، فإن البلد مفتوح أمام أكثر من سيناريو، خصوصاً أن هناك أحزاب لبنانية داخلية تنفذ أجندة الرياض وواشنطن، وأبرز هذه السيناريوهات وأخطرها انحلال كافة ما بقي من مؤسسات بما فيها المؤسسات الأمنية.
وأضافت أن هذا الهدف الأمريكي - السعودي يستهدف أولاً وأخيراً حزب الله والمقاومة، من أجل إحكام الحصار عليه من خلال نشر فوضى اجتماعية أهلية تحت عناوين معيشية وغيرها.
واعتبرت أن ما ورد في تقارير بعض السفارات الأوروبية التي حذرت من انفجارات أمنية متنقلة ستجتاح كافة المناطق اللبنانية، قد يكون صحيحاً، لافتة إلى أن هذا الهدف ما كان ليتحقق لولا وجود رافعة له داخلية تتمثل بالقوات اللبنانية وحلفائها، وإضافة إلى بعض النواب الذين يدعون السيادية والاستقلالية، خصوصاً مجموعة ما تسمى "بالتغيريين".
وأكّدت الأوساط، أن واشنطن والرياض يبحثان عن عدوّ، وهم أكَدوا علانية أن خصمهم هو حزب الله، واللافت في هذا المشروع الأمريكي أن إدارة بايدن أعلنت عنه صراحة، لأن نشر الفوضى في الساحة اللبنانية لن يسمح للبنان بالعمل على احتواء أزماته الداخلية، خصوصاً الاقتصادية، أي أنه سيعجز عن الاستثمار في الانتصار الذي حققته المقاومة بشأن ترسيم الحدود البحرية والبدء في التنقيب والحفر، معتبرة منذ البداية أن هذا هو الرهان الأمريكي، حيث أوحت واشنطن لحلفائها برفض فكرة الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، لأن هذا الخيار هو الوحيد الذي سيسمح للبلد ولمجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واعتبرت الأوساط أن الذرائع الأمريكية والسعودية هي مجردة من الحقيقة ولا تمتُّ إلى الواقع في صلة، لأنه لم يتحدث أحد في لبنان على مستوى الأحزاب عن تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف، نظراً للحساسيات الموجودة بين مكوناته الاجتماعية والدينية، خصوصاً حزب الله الذي يدعو دائماً إلى تطبيق ما ورد في اتفاق الطائف قبل الحديث عن أي تعديل أو تغيير، هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن الضجة التي أحدثها السفير السعودي وليد البخاري حول حماية الطائف هي مجرد ذريعة فقط والهدف منها أن الرياض تريد أن تملأ الفراغ السياسي الذي نشأ بعد كف يد الحريري وإخراجه من الحياة السياسية وفقاً لمشيئة ابن سلمان، إلا أن السؤال، تقول الأوساط، هل ستنجح الرياض ومعها واشنطن في تنفيذ أجندتهما ونشر الفوضى في الساحة اللبنانية؟؟ وهل هما قادرتَين في حال تم ذلك على إمساك البلد؟؟ أم أنهما سيتراجعان عن عدوانهم بعد الفشل الذريع الذي أصيبوا فيه في الساحة الإيرانية، بعد أن تمكّنت طهران من إجهاض كل خططهم.
لقد جربت واشنطن والرياض في السابق وفشلوا، وإن أعادوا الكرَّة سيفشلون حتماً كما في السابق، حيث عجزوا عن تحجيم التيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية، أما بالنسبة لحزب الله فهو ثابت وقادر على إجهاض كل الخطط التي تستهدفه.