أوساط سياسية للبلاد:

الفراغ الرئاسي قائم حتى أشعارٍ آخر..

حزب الله: هذه مواصفاتنا للرئيس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

يبدو أن الملف الرئاسي باقٍ على ما هو عليه حتى إشعار آخر، إلا إذا ما حصل اختراق ما، وهذا الأمر مستبعد في المدى المنظور باعتبار أن المشاورات التي جرت بين أكثر من طرف سياسي في الأيام الأخيرة، لم تسفر عن أي إيجابية يمكن أن توضع في خانة التوافق على اسم يحوزُ على إجماع كلّ المكونات، بل على العكس فقد أظهرت هذه المشاورات أن التوافق ليس صعباً بل مستحيلاً، وهذا يعني أن الفراغ قد يستمر طويلاً.

أوساط سياسية متابعة أوضحت أن الأزمة قائمة بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الداخلية وتلك التي تجري في الخارج والتي تقودها باريس، التي تسعى من خلال اتصالها مع القوى السياسية اللبنانية ومع واشنطن والسعودية إلى حلحلة العقد الداخلية والخارجية وصياغة حل لهذه الأزمة يرضي الجميع.

فعلى الصعيد الداخلي تقول الأوساط هناك شرذمة واضحة في صفوف ما يسمى بالتغييريين والسياديين، حيث أخفقت كل المحاولات التي يبذلها حزبا القوات اللبنانية والكتائب للتوافق حول مرشح معين، وقد فشلت كل اللقاءات في التوصل بين هذه المجموعة حول التفاهم على صيغة بالحد الأدنى تجمع هؤلاء، أما في الطرف الثاني تقول الأوساط إن هناك أزمة قائمة أيضاً، حيث لم يتوصل الثنائي الوطني إلى تفاهم مع التيار الوطني الحر على اسم للسير به، لافتة في هذا السياق أن المشاورات ما زالت قائمة ولم تنقطع خصوصاً تلك التي يقودها حزب الله.

واعتبرت الأوساط أن المواصفات التي حدّدها سماحة السيد حسن نصر الله حول اسم الرئيس أعطت دفعاً قوياً لهذه المعركة، مشيرة إلى أن ما تحدث عنه أمين عام حزب الله لا يعني بالضرورة الاستعجال في ملء الفراغ الرئاسي، بل إن ما أدلى به أخرج هذا الملف من المراوحة إلى مرحلة حقيقية بعد أن حدّد مواصفات الرئيس المقبل، بأن لا يطعن المقاومة ويتآمر عليها، وأن لا يُباع ولا يُشترى، هذه المواصفات كما تعتقد هذه الأوساط لا تنطبق إلا على اسم سليمان فرنجية.

وتضيف الأوساط أن حزب الله حدّد موقفه وترك للأطراف الدولية والإقليمية وحتى الداخلية بالعمل والبحث جدياً عن اسم تنطبق عليه هذه المواصفات.

وتؤكّد الأوساط أن أي طرف سواء في الداخل أو الخارج غير قادر على فرض رئيس للجمهورية أو حتى رئيس للحكومة من دون التوافق الفعلي بين القوى الرئيسية.

وختمت الأوساط أنه وبانتظار ما ستسفر عنه المشاورات الداخلية والتحركات الخارجية وخصوصاً الفرنسية، فإن الفراغ مستمر، إلا أن ما حدّده سماحة السيد حسن نصر الله قد قلّص دائرة البحث وأجهض نكتة ترشيح ميشال معوض، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، خصوصاً الفريق الذي يدور في الفلك الأمريكي - السعودي إضافة للبطريرك بشارة الراعي الطامح لتدويل أزمة الرئاسة.