وسط الفراغ الرئاسي الحراك الفرنسي يصطدم بجدار أمريكي- سعودي
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
وسط الفراغ الرئاسي
الحراك الفرنسي يصطدم بجدار أمريكي- سعودي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
بات انتخاب رئيس للجمهورية الشغل الشاغل للقوى السياسية الداخلية وللقوى الدولية باعتباره يشكل محطة هامة لإعادة انتظام عمل المؤسسات، خصوصاً مجلس الوزراء الذي تحوّل بعد اتفاق الطائف هو السلطة التنفيذية الفعلية التي تتخذ القرارات المعنية بإدارة كافة المؤسسات السياسية والاقتصادية والخدماتية..
وبما أن حكومة تصريف الأعمال ناقصة الشرعية لا بد من ملء الفراغ الرئاسي حتى يتم تشكيل حكومة جديدة للشروع في عمليات الإصلاح باعتباره أنه السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من الانهيار.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أنه على الرغم من الحراك الداخلي للمكونات السياسية اللبنانية وبكافة أنواعها وفصائلها، فشلت حتى الآن في التفاهم على اسم رئيس للجمهورية لا يشكل استفزازاً لأي طرف، وهذا يعني - تقول الأوساط - أن الأزمة القائمة مفتوحة إلى أجل بعيد، معتبرة أن الرهان على تدخُّل خارجي من أجل حلحلة العقد هو رهان لن يساعد، وأن انتظار بعض الأطراف الداخلية سيُطوى، لأن كل المساعي الخارجية وتحديداً الفرنسية ما زالت غامضة ولا يوجد أي دليل أو قرينة تؤشر بأن هناك اهتماماً جدياً خارجياً بهذا الاستحقاق.
وأضافت الأوساط، أن من يتابع المواقف الخارجية ويقرأ أبعادها يتيقن أن الملف اللبناني يندرج في أدنى سلم أولوياتهم، وذلك للاعتبارات التالية:
أولاً: إن الموقف الأمريكي معروف ويسعى منذ أن فرض الحصار على لبنان إلى إرباك حزب الله، بغض النظر عن التداعيات القاتلة لهذا الحصار على كل الشعب اللبناني، وهو - كما تقول الأوساط - الاهتمام الأمريكي الوحيد والظاهر هو بمؤسسة الجيش، ولا يعنيه لا من قريب أو بعيد مسألة الرئاسة، بل على العكس ينتظر تداعيات الفراغ على الشارع من أجل التحريض على الفوضى من أجل إرباك حزب الله وتوريطه بالوحول الداخلية.
ثانياً: الموقف الفرنسي، قد تكون باريس لديها نوايا جدية اتجاه الملف اللبناني إلا أنها حذرة في تحركاتها واتصالاتها، لأن القيادة الفرنسية لا تريد تكرار التجربة السابقة وسقوط مبادرتها بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث لم يستمع إليها أحد، ولم يتبنَّ أي طرف سياسي هذه المبادرة أو سعى إلى إنجاحها، وهي تتحرك الآن بحذر، تتصل بالسعودية ومع البيت الأبيض من أجل تفكيك الألغام التي وضعوها للمساعدة في انجاز هذا الاستحقاق، إلا أن هذا الحراك الفرنسي ما زال يصطدم بالجدار السعودي- الأمريكي كما كل المبادرات الفرنسية، لأن الرياض وواشنطن ما زالتا تراهنان على نشر الفوضى والتحريض ضد حزب الله والمقاومة.
ثالثاً: إن حزب الله حدّد المواصفات لأي مرشح لرئاسة الجمهورية وحلفاؤه سيضعون فيتو على انتخاب أي رئيس ليس واضحاً في هويته ومواقفه من المقاومة، هذا الموقف يعكس تحولاً جديداً في السياسة اللبنانية، إن أي رئيس سيُنتخب سيكون صناعة لبنانية داخلية، وأن هذا الموقف تمظهر في الشروط التي وضعها سماحة السيد حسن نصر الله، وتؤكد الأوساط في هذا السياق أن هذه الشروط التي وضعها الأمين العام لحزب الله يعني أن على واشنطن والرياض وحلفائهما في الداخل من القوى السياسية اللبنانية أن يعرفوا مسبقاً أنه مهما طال الفراغ الرئاسي لن يكون هناك رئيس لا يحمل الصفات التي حددها سماحة السيد حسن نصر الله، وأن يتأكدوا أن الزمن الذي كان يجري فيه انتخاب رئيساً خاضعاً وحاضراً لتنفيذ أجندات الخارج قد بات من الماضي.