عبرة الكلمات
غسان عبد الله

عبرة الكلمات
ـــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ـــــــــــــــــــــــ
سيّد الأشجان
حريتي أنتَ.. القصيدةُ والرحيلُ إلى الولادة، يا سيِّد الأشجانِ، يا أغنيّةَ القلبِ المشاكسِ، يا اشتعالَ الروحِ في وقتِ الإرادة... رتّبْتَ أزمنتي وأمكنتي وحدّدتَ التدفّقَ في الوريدِ، وكتبتني ما شاءتِ الكلماتُ ناضجةً وأسدلْتَ الغيومَ على الأفقْ، منكَ انطلاقي نحو مبتدأِ الزَّمنْ.. منكَ انطلاقي نحوَ خاتمةِ المحنْ.
نَدَم
لأنني أجلس الآن أعضّ على أصابعي من الندم.. لأنني كل ما يمكن أن أفعله.. هو أن أضرب كفاً بكف.. هازّاً رأسي بأسىً.. متهاوياً على كرسي.. متهاوياً، أبداً.. على كرسي.. ناقراً براحة يدي على الطاولة الخشب.. يدي التي بليت أصابعها وأنا أعضها من الندم.
أرواحنا
من قصب نصنع أيامنا.. وبالسهولة ذاتها نبدّد الألم مترددين.. ومع ذلك يخطفنا الحب.. ريشٌ معلّقٌ في الهواء أرواحنا وهي تهبطُ كملاك بجناحين على دفتر مدرسيّ.
حسرة
سنعترف، أحياناً، بأننا لم نكن جديرين ذلكم أدعى بملوك مهزومين تركوا مفاتيحهم على إفريز الباب.. نتلصص من شقوق صنعناها لنبكي ما أضعنا وما تلى ذلك.. نحيك الحسرة تلو الحسرة بخيط الندم.. أفّاقون على أحصنة خشبية ندندن لحناً غامضاً.. ومن بين أيدينا يسقط كبكوبة الصوف وتكرّ بعيداً.