بعد رفض القوات اللبنانية والتيار الوطني للحوار هل سقطت مبادرة الرئيس بري؟؟
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
بعد رفض القوات اللبنانية والتيار الوطني للحوار
هل سقطت مبادرة الرئيس بري؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
باتت الصورة قاتمة بشأن الملف الرئاسي بعد التعقيد الداخلي المسؤول عنه القوى السياسية اللبنانية التي وضعت شروطاً لا يمكن تحقيقها بالسهولة الممكنة لأن الانقسام بين المكونات السياسية حتى الطائفية أصبحت أسيرة لهذه الشروط..
وفي هذا السياق سقطت المبادرة الثانية لرئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار بعد أن رفضتها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ورست الأمور بانتظار العام المقبل على مسلسل الجلسات النيابية التي يرافقها دائماً تطيير النصاب في ظل غياب أي تفاهم مسبق.
أوساط سياسية متابعة أكّدت أنه من الصعب جداً أن تتفاهم المكونات السياسية اللبنانية على صيغة تساعد في ملء الفراغ الرئاسي، إلا في حالة واحدة وهي أن تتخلى القوى التابعة للخارج وخصوصاً التابعة لواشنطن والرياض عن الالتزام بما يملى عليهم، لأن هاتين العاصمتين ما زالتا تسعيان وتتوهمان بأنهما قادرتان على تقليص نفوذ حزب الله وحلفائه، وبأنهما قادرتان على إعادة صياغة سلطة جديدة انطلاقاً من رئاسة الجمهورية تنفِّذ أجندتهما، سواء في لبنان من أجل حصار المقاومة أو مع الخارج والالتحاق بركب التطبيع مع العدو الصهيوني.
وأضافت الأوساط أن الحديث عن مبادرة قطرية لتسويق قائد الجيش جوزف عون مصيرها الفشل لأنها لن تترجم، وليس مع الدوحة تفويض أمريكي ولن تحظى إلا بقبول أمريكي يمنحها فرصة إذا توصّلت إلى نتيجة إيجابية في تأمين إجماع من كافة القوى السياسية حول اسم قائد الجيش وخصوصاً موافقة حزب الله عليه.
وأشارت إلى أن الموقف السعودي ما زال على حاله وكل ما تم إشاعته في الأيام الأخيرة وخصوصاً بعد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن تغيير ايجابي في مواقف المملكة غير صحيح ويقوم على تمنيات وتحليلات ومبالغة بحركة اللقاءات التي يجريها السفير السعودي في الداخل أو تلك التي تجريها باريس مع الرياض، مؤكدة أن السعودية ستواصل تحريضها على حزب الله وحلفائه وهي تستخدم لتحقيق عدوانها على المقاومة أكثر من طرف سياسي لبناني وخصوصاً القوات اللبنانية وحزب الكتائب، إلا أن الأوساط ذاتها لفتت إلى أن التدخل الخارجي في الاستحقاق الرئاسي لن يدوم إلى النهاية ومن أن السبيل الوحيد لإعادة تكوين السلطة في لبنان هو الحوار، ومن أن الأبواب الداخلية وحتى الخارجية لم تقفل أمامه، مؤكدة أن بعض الأطراف التي رفضته لن تلبث أن تتراجع بانتظار ما قد يحدث من تطورات في الداخل وهي متوقعة، أو بناء على نصائح من الخارج لقوى 14 آذار بالنزول عن شجرة التصعيد لأن الأزمة اللبنانية باتت ضاغطة على الجميع، وبات المطلوب منهم البحث عن مخرج في بداية السنة الجديدة.