أوساط سياسية للبلاد:

بعد ترحيل الملف الرئاسي إلى العام المقبل

شروط واشنطن والرياض قد يدفعان لبنان نحو الانفجار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

كل القراءات السياسية الداخلية والخارجية للملف الرئاسي تؤكد أنه تم ترحيله إلى العام المقبل، والقراءات ذاتها تؤكّد أيضاً أن فترة الفراغ قد تمتد لفترة طويلة لأنه حتى الآن ما زال الخارج يبحث عن وسائله للتدخل، والداخل على حاله على الرغم من كل الانهيارات التي تجتاح البلد خصوصاً بعد رفض بعض المكونات السياسية خصوصاً القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض حلفائهم ممن يدعون السيادية.

أوساط سياسية متابعة أكّدت أنه إذا لم يتم التوافق بين الأطراف الداخلية على صيغة حوار ينتج اتفاقاً يؤدي إلى ملء الفراغ الرئاسي، فإن لبنان يتجه نحو الهاوية وسيدفع أثماناً باهظة وأولها في لعبة الدولار والتي تنعكس على المواد الاستهلاكية وعلى كل حاجات المواطن، وتضيف الأوساط أن رهان البعض من القوى السياسية اللبنانية على الخارج لن يؤدي إلى المطلوب إلا إذا لم تتفاهم المكونات الداخلية في ما بينها، معتبرة ما تذكره التقارير الإعلامية والدبلوماسية عن اجتماعات تشارك فيها واشنطن والرياض وباريس والدوحة هي فقط لإلهاء الداخل، لأن موقفي واشنطن والرياض ما زالا على حالهما ولم يتبدلا وتمسكا بشروطهما التي أصبحت معروفة وتتوافق مع مصالحهما وهي إحكام الحصار على حزب الله وخنق المقاومة أو على الأقل تقليص نفوذها. هذه الشروط تؤكد الأوساط، تعني أن لا قرار في هاتين العاصمتين للسير في تسوية قريبة.

وأشارت الأوساط في هذا السياق إلى أن لا أفقاً واضحاً لاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لعدة أسباب أبرزها:

1- على الرغم من بعض التقارير التي تتحدث عن حراك في الخارج فإن الأفق مسدود لأن الانقسامات الداخلية ليست سياسية فقط بين الأحزاب، بل هي طائفية ومذهبية وتخفي وراءها المصالح الاقتصادية لهذه الطوائف في كل مؤسسات الدولة وفي كافة القطاعات.

2- إن خضوع بعض الأطراف السياسية الداخلية لأجندات خارجية من دون أخذها بالاعتبار الوضع الداخلي وما قد ينتجه من تداعيات كارثية على اللبنانيين، يعني أن الخارج ليس جدياً بشأن إيجاد تسوية ترضي كافة المكونات الداخلية.

3- إن العلاقة التي تربط بعض القوى السياسية اللبنانية مع الخارج هي علاقة تبعية سمحت لهذا الخارج أن يملي شروطه والتي تتناسب مع مصالحه والتي قد تتناقض مع مصالح أكثر من مكون داخلي، لأن كل من يعمل في الخارج بالأزمة اللبنانية وخصوصاً فرنسا تطمح أن يكون لها دور في الساحة اللبنانية وكذلك قطر، بينما الأكيد والصحيح أن الجميع في الداخل والخارج يعلمان أن الكلمة الحاسمة في هذا الموضوع هي لواشنطن والرياض.

وتضيف الأوساط أنه وعلى الرغم من هذه الفوضى الشاملة التي تجتاح عالمي السياسة والاقتصاد، إلا أن أخطر ما يواجهه لبنان هو ظهور بعض الميلشيات الجديدة تحت عناوين مختلفة، وهذا يؤشر إلى حالة التشرذم الاجتماعي والديني الذي يصيب المجتمع اللبناني، وبالتالي قد يقود إلى حقيقة عنوانها عدم القدرة على التعايش مع الآخر، وهذا الخطر موجود في السياسة والأمن والاجتماع، وهذا قد يحتّم في حال تفاقمه ضرورة التفاهم على عقد جديد.