أوساط سياسية للبلاد:

بعد فشل جولات باسيل المكوكية

المطلوب إستراتيجية بديلة لسياسة تدوير الزوايا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

المشاورات واللقاءات التي جرت خلال الأيام الماضية والتي قد تستمر في السنة الجديدة ما زالت تدور في حلقة مفرغة، وقد يستمر الفراغ الرئاسي لفترة طويلة، ومعه يستمر الانهيار الذي يجتاح المؤسسات، وتداعياته ستكون كارثية على المواطن اللبناني..

والرهان الذي جرى قبل أيام على اللقاءات الثنائية والجولات المكوكية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على كسر واقع التعطيل القائم، لم تكن في محلها ولم تؤدِ إلى نتائج إيجابية، بل على العكس من ذلك فإنها فاقمت الأزمات وبات التوافق في مهب المواقف المتصلبة لكل الأطراف.

أوساط سياسية متابعة دعت في ظل الأوضاع الصعبة وتفاقم الأزمات الاقتصادية كل طرف سياسي أن يتحمل مسؤوليته وفق منطق الشراكة الذي يجمع اللبنانيين من أجل إحداث اختراق في جدار الأزمة الرئاسية المسدودة والمقفلة، معتبرة أن السبيل من أجل ذلك هو التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية باعتبار أن إنجار هذا الاستحقاق هو الطريق الوحيد للشروع في معالجة الأزمات المتراكمة، وإذا ما استمر الحال على ما هو قائم الآن - تقول الأوساط - فإن لبنان سيبقى غارقاً في مشهد سريالي سوداوي مفتوح على كل الاحتمالات السلبية، حيث من المؤكد أن تداعياته ستُفقِد اللبنانيين طاقتهم على تحملها.

وأضافت الأوساط أن لبنان يحتاج في هذه المرحلة وفي ظل هذه الظروف المعقدة الصعبة إلى قيادة حقيقية وصادقة لانتشاله من الهاوية التي وقع فيها والسبيل الوحيد إلى ذلك هو الاتفاق بين الأطراف السياسية من الذين لم يتلوثوا بالفساد وعلى رأسهم حزب الله، إضافة إلى حلفائه بالتحرك بعيداً عن منطق تدوير الزوايا لأن كل المناشدات التي أطلقها الحزب والتيار الوطني الحر إضافة إلى الرئيس نبيه بري من أجل التفاهم والتوافق لم تجد آذاناً صاغية لدى الأطراف الأخرى، بل على العكس رفعت هذه القوى خصوصاً القوات اللبنانية سقف شروطها وتشبثت أكثر في مواقفها المتطرفة، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن الحديث عن التوافق والتفاهم بات عقيماً ولا تنفع في هذه الظروف، حيث المطلوب من الأطراف الحريصة حقيقة على سيادة البلد واستقلاله وقفة صادقة تحدث صدمة تغيّر الإستراتيجية المتبعة حتى الآن، إستراتيجية واضحة من أجل بناء وطن ولو على مراحل، تحمي المقاومة التي لا تحتاج حماية أحد، وتقلص نفوذ الفاسدين، وتضع حداً لكل تدخلات الخارج في الشؤون الداخلية وخصوصاً تلك التي تقوم بها واشنطن والرياض والتي تستهدف كل الشعب اللبناني وخصوصاً المقاومة خدمة للكيان الصهيوني.

وأشارت إلى أن ما يحدث من تطورات دولية وإقليمية لا بد أنه سينعكس على الساحة اللبنانية إما سلباً أو إيجاباً، وبالتالي فإن انتظار الخارج للمساعدة في حل الأزمة الرئاسية سيطول وقد لا يحدث في المدى المنظور وبالتالي ستتفاقم الأزمات وتتراكم، إلا باعتماد إستراتيجية بعيداً عن تدوير الزوايا التي تبني وطناً للفاسدين فقط.