أوساط سياسية للبلاد:

باريس تحاول إنقاذ مبادرتها

وحزب الله يدعو إلى عدم انتظار الخارج لملء الفراغ الرئاسي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

لم يتغير المشهد السياسي في لبنان في العام الجديد، بقيت مواقف القوى السياسية المعنية مباشرة بملء الشغور الرئاسي على حالها، بل على العكس سيطر الجمود ولم تحصل أي لقاءات أو مشاورات ثنائية من أجل التفاهم على صيغة ترضي الجميع..

هذه المراوحة يدفع ثمنها المواطن اللبناني وحده وعلى كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية، في وقت ما زال البعض من هذه القوى السياسية يراهن على تدخل الخارج باعتبار أنه قادر على فرض رؤيته من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

أوساط سياسية متابعة استبعدت في هذه المرحلة أن يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أي خطوة من شأنها أن تزيل العقبات التي تعترض ملء الفراغ الرئاسي، لأن معظم اللقاءات والمشاورات الثنائية والثلاثية التي جرت العام الماضي والتي قد تجري هذا العام لم تبدّل في المواقف السياسية للأطراف كافة، وهذا الأمر لن يشجع أحداً لا في الداخل ولا في الخارج على المبادرة أو طرح صيغ للحل.

وأضافت أن موقف حزب الله وحلفائه بات واضحاً، وهذا ما عبّر عنه سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، من أن المطلوب رئيساً لا يطعن المقاومة أو يتآمر عليها ليس خوفاً عليها لأنها غير قادرة أن تحمي نفسها وإنما خوفاً من اندلاع حرب أهلية ستطيح بالكيان اللبناني نهائياً، وهذا ما يحرص عليه الحزب ويعمل من أجل تجنيب اللبنانيين كأسه.

وأشارت الأوساط، في هذا السياق إلى أن غياب التفاهم بين القوى السياسية المحلية وفي ظل انقطاع التواصل السياسي بينها سيفاقم الخلافات الداخلية وسيعطل أي مبادرة خارجية موضوعية ومنطقية من أجل تسهيل ملء الفراغ الرئاسي، معتبرة أن رهان بعض القوى السياسية على الخارج بالتدخل لمصلحتها لن يساهم في إيجاد أي تسوية، بل على العكس سيعقد المشهد، وهذا ما أشار إليه سماحة السيد حسن نصر الله حيث دعا الجميع لعدم انتظار الخارج لأنه مشغول بنفسه وبمشاكله، ولديه أجندة ليس لبنان من ضمنها.

ودعت الأوساط الذين ينتظرون كلمة سر خارجية ويتحدثون منذ فترة عن لقاءٍ رباعي يضم فرنسا وقطر وأمريكا والسعودية بالتخلي عن هذا الرهان لأنه قد لا يحصل، وإن حصل في ظلّ غياب سياسي لبناني، وإن لم يأخذ المجتمعون بالصيغة التي يعمل من أجلها حزب الله وحلفاؤه بشأن التفاهم على رئيس لا يغضب أحداً فهذا يعني أن لا نية لدى هذا الخارج في تسهيل الطريق لملء الشغور الرئاسي.

وأكدت الأوساط أن باريس التي عملت من أجل هذا الاجتماع لم تحصل حتى الآن على أجوبة واضحة من السعودية، أي أن الموقف السعودي ومن ورائه الأمريكي ما زال على حاله، أي لا رغبة لديهم بدعم أي حل موضوعي يرضي كافة القوى السياسية، فإما أن يكون هناك رئيس ينفذ أجندتهم التي باتت معروفة وهي إحكام الحصار على حزب الله وحلفائه وإلا لن يتدخلوا وتواصل واشنطن حصارها الذي يدفع اللبنانيون كافة ثمن هذا العدوان الأمريكي - السعودي.