أوساط سياسية للبلاد:

لماذا واشنطن والرياض تعطلان التفاهم الداخلي

لملء الفراغ الرئاسي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

أزمة انتخاب رئيسٍ للجمهورية تراوح مكانها وتدور في حلقة مفرغة، وقرار التأجيل الأخير لن يقدم ولا يؤخر على هذا الصعيد لأن كل المحاولات التي بُذلت خلال عطلة الأعياد حول مدة استعداد المكونات السياسية لصياغة تفاهم مشترك باءت جميعها بالفشل، حيث اصطدمت بمواقف متصلبة من الأطراف التي ترفض الحوار خصوصاً القوات اللبنانية وحلفاؤها.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن القوات وحلفاءها رفضوا بشكلٍ مطلق الانخراط في أي حلٍّ تفاهمي يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد.

واعتبرت هذه الأوساط أن كل حديث عن توافق داخلي بات مضيعة للوقت لأن الرافضين للحوار ينتظرون مبادرات من الخارج علَّها تخدم وتساعد في تنفيذ أجندتهم في الداخل وفي الخارج والتي باتت معروفة وتهدف إلى حصار حزب الله وخنق المقاومة.

وأضافت أن السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي هو التوافق ولا بديل عنه وأن من يسعى لتدويل الأزمة فهو مشتبه ويحلم لأن لبنان ليس موجوداً على أجندة هذه الدول وليس من أولوياتهم.

وأكدت الأوساط أن استجداء الأطراف الرافضة للحوار في الداخل لتدخُّلٍ خارجي اعتقاداً منهم بأنه سيُحدث انقلاباً لمصلحتهم في الملف الرئاسي، هذا يعني أن القوات اللبنانية وحلفاءها يغامرون باستقرار لبنان لأن هناك أطرافاً في الداخل رافضة لأي تدخل خارجي وقادرة على إجهاضه، علماً - تقول هذه الأوساط - أن المواقف الخارجية حتى من حلفاء القوات يؤكدون علناً وعبر قنوات دبلوماسية وسياسية بأن ملء الشغور في رئاسة الجمهورية هو شأن يعني القوى السياسية اللبنانية.

وحذّرت الأوساط القوى الرافضة للحوار من خطورة مواقفها في ظلّ انهيار غير مسبوق على مستوى مؤسسات الدولة اللبنانية الاقتصادية والاجتماعية، وحتى الأمنية ومن أن كل المؤشرات تنذر من أن البلد يتجه بسرعة نحو الهاوية والثمن سيكون غالياً وسيدفعه كل اللبنانيين لأن عدم التوافق يعني الدمار الحتمي لهذا الكيان، وانتظار الخارج لن يجدي نفعاً، فكلّ المحاولات التي بذلتها باريس مع الرياض وواشنطن باءت جميعها بالفشل وحتى لو حصل اللقاء الثلاثي الذي يتم الحديث عنه لأن أجندات الرياض وواشنطن باتت معلنة وواضحة وترتكز على صيغة تهدف إلى خنق وحصار حزب الله خدمة للكيان الصهيوني، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية أن أي مبادرة مباشرة اتجاه لبنان من الخارج لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما دامت إرادة التفاهم والتوافق على ملء الفراغ الرئاسي غير موجودة وغير متوفرة الآن وحتى في المدى المنظور، وهذا يعني أن الفراغ سيستمر طويلاً ويستمر معه خراب ما تبقى من مؤسسات عاملة.