مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: "تفاجأنا بتأييد أصدقائنا في التيار الوطني الحر لجهاد أزعور وهو من قالوا عنه بالأمس: "أن الإبراء له مستحيل" فكيف تحول إلى ممكن بين ليلة وضحاها؟!!"

العدد رقم 392 التاريخ: 2023-06-09

رسالة إلى رئيس الأركان الجديد في موضوع الأزمة في منظومة الاحتياط

رسالة إلى رئيس الأركان الجديد

في موضوع الأزمة في منظومة الاحتياط

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة وإعداد: حسن سليمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعاني منظومة الاحتياط في القوات البرية من أزمة. ليست هذه الأزمة الأولى، لكنها الأزمة الأخطر. قبل أكثر من عشرين عاماً بقليل، وعلى خلفية أزمة الاحتياط التي حدثت في نهاية التسعينيات، أجرى العقيد شاؤول موفاز فحصاً لوضع منظومة الاحتياط. انتهى الفحص في العام 2002، وكتبت وثيقة مشتركة للجيش الإسرائيلي وللمعهد الإسرائيلي للديمقراطية باسم "كل الشعب جيش؟ خدمة الاحتياط في إسرائيل".

ثم دارت الأزمة بشكل رئيسي حول "انتهاك عقد الإنصاف"، حيث كان عبء خدمة الاحتياط يتحمله عدد قليل من السكان، ولم يتلقوا التعويض المناسب. ماذا يريد رجل الاحتياط؟. يريد الرجل الاحتياط أن يشعر أنه ضروري، يريد أن يشعر بأن خدمته مهمة، يريد أن يشعر بأنه شخص يتم الوثوق به، هو يريد أن يشعر أن منظومة الجيش – المجتمع تقدر خدمته من حيث القيمة، وقد يقول البعض، أيضاً من حيث المقابل. هو يريد أن يهتموا باحتياجاته، بالاحتياجات اليومية وبتداعيات الاستدعاء إلى الاحتياط على حياته".

 يبدو أن هذه الكلمات من لسان العميد أرييل هيمان، أول ضابط احتياط عام 2000، لم تترك صدى مع مرور أكثر من عقدين. وسط الأقلية التي تخدم في الاحتياط برز فقدان الإحساس بالضرورة والأهمية. هذه هي الأسس التي يقوم عليها الهيكل بأكمله، في الواقع الذي يتكون اليوم، يتجسد خطر بحجم مختلف. إن تغلغل الفهم وسط الذين يخدمون في الاحتياط بأن الضرورة لمنظمة احتياط في البر موضع شك، تهشم الحافزية وتزيد من تآكل التزام الذين يخدمون في الاحتياط لحضور خدمة الاحتياط، للتدرب والحفاظ على الكفاءة للقتال.

الشعور وسط عناصر الاحتياط في الوحدات القتالية في البر هو ـن جزءاً من قادة الجيش الإسرائيلي لا يرون أن هناك حاجة فعلية لمنظومة الاحتياط كقوة ساحقة في حرب واسعة النطاق ويفضلون أن يرتكز الرد العملياتي على ترتيب قوات الجيش النظامي، على الوسائل التكنولوجية وعلى النيران التي تعتمد على استخبارات دقيقة. في السابق كانت وحدات الاحتياط القوة الساحقة لهزيمة العدو، واليوم قادة الجيش يستخدمون هذه الوحدات كدعم وبديل للوحدات النظامية في الطوارئ والحرب فقط. عدم الوضوح فيما يتعلق بمهام وحدات الاحتياط المقاتلة يتغلغل في جنود الاحتياط ويزيد من عدم ثقتهم بضرورة خدمتهم في الاحتياط. وبذلك تحولت التدريبات الكبيرة لفرق الاحتياط، التي كانت الأساس في الجيش الإسرائيلي قبل عقود، إلى تدريبات محاكاة عقيمة. موازنة التدريبات في البر كأحد مصادر الميزانية للجيش لأغراض أخرى، بدل كفاءة القادة والجنود في الاحتياط تم التحويل إلى شراء وتعاظم القدرات التكنولوجية المتطورة.

هذا النهج إشكالي ويلحق الضرر بالجيش الإسرائيلي، بقدرته على الحسم في المعارك وفي الأمن القومي. حجم التهديدات على دولة إسرائيل سواء في المحيط الخارجي أو في المحيط الداخلي يتطلب ترتيب قوات كبيرة يستوجب الاعتماد على قوة الاحتياط البرية التي لديها كفاءة عالية. ونتيجة لتقليص استخدام الاحتياطيات في النشاطات العملياتية في الأمن الجاري (لأسباب اقتصادية واجتماعية) وضعت عبئاً كبيراً على النظامي. أدى هذا العبء إلى إلحاق الضرر في تأهيل النظامي والذي انعكس في الأضرار التي لحقت بالتدريبات (ما يقرب من عقدين من دون تدريب كافٍ) واستنزافهم الهائل في أنشطة الأمر الجاري. تقليص حجم التدريبات لجنود الاحتياط أدى إلى أهلية منخفضة لوحدات الاحتياط مع صعوبات مهمة في استيعاب وسائل قتالية متطورة يتجهز بها التشكيل النظامي (في الجيش). هذا المستوى المنخفض من الكفاءة يضر بمستوى ثقة قادة الجيش والمستوى السياسي في قدرة تشكيل الاحتياط، ويقلل حتما من الاستعداد لاستخدام وحدات الاحتياط. هذه العملية تزيد من الإحباط لدى عناصر الاحتياط وإلى تآكل كفاءتهم.

على عكس الأزمة في أواخر التسعينيات التي أدت إلى الاحتجاج، فإن الأزمة الحالية لا تتسم باحتجاجات صاخبة. يواصل هذا الصمت إلى تآكل تشكيل الاحتياط بقوة نحو نقطة اللاعودة. كذلك أيضاً تشكيل الاحتياط يخسر قادته، وبذلك يبقى يتيماً. يشكل تعيين رئيس جديد للأركان العامة فرصة لإجراء تغيرات عميقة جوهرها تعزيز المكانة والأسطورة الاجتماعية للذين يخدمون في الاحتياط، تعزيز التسلسل القيادي، وتنميته سوية مع العودة إلى المناورات العملياتية في الميدان كاستعداد لحرب واسعة النطاق إلى جانب تعميق التدريبات، منح أسلحة ومعدات محسنة للمقاتلين، وإشراك وحدات الاحتياط في الجهد العملياتي، وإيجاد نموذج المكافأة والتعويض الذي سيمكن من الاستجابة العادلة لمحنة الجنود.

يجب أن نتذكر أنه بصرف النظر عن بُعد الاستجابة العملياتية، فإن تشكيل الاحتياط له مساهمة كبيرة في المجتمع الإسرائيلي بكل ما يتعلق بالجسر الذي يبنيه أفراد الاحتياط (وعائلاتهم) مع الجيش الإسرائيلي كجيش الشعب، وأيضاً إلى المناعة والتماسك القوميين في حالات الطوارئ والحرب. التقليص الدراماتيكي في حجم الذين يخدمون في الاحتياط وعدد أيام الاحتياط التي خصصها الجيش في العقود الأخيرة أدت إلى تآكل مقلق في هذين العنصرين. موضوع الاحتياط يجب أن يكون في مكان عالي على جدول الأعمال اليوم لرئيس الأركان الجديد.

العقيد في الاحتياط البروفيسور غابي سيفوني -معهد القدس للاستراتيجية والامن

 

إخترنا لكم من العدد

إعرف عدوك

رسالة إلى رئيس الأركان الجديد في موضوع الأزمة في منظومة الاحتياط

رسالة إلى رئيس الأركان الجديد في موضوع الأزمة في منظومة الاحتياط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ترجمة وإعداد: حسن سليمان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعاني منظومة الاحتياط في القوات ...

إقليميات

"إسرائيل" وأذربيجان عدوٌّ على حدود إيران

"إسرائيل" وأذربيجان عدوٌّ على حدود إيران ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هيثم أبو الغزلان ــــــــــــــــــــــ وصفت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" في بيان لها موافقة البرلمان الأذربيجاني فتح سفارة لدى ...

دوليات

مواجهة روسيا تستنزف الغرب عسكرياً ذخيرة أمريكية لأوكرانيا من مخازن خاصة بالكيان المؤقت

مواجهة روسيا تستنزف الغرب عسكرياً ذخيرة أمريكية لأوكرانيا من مخازن خاصة بالكيان المؤقت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابتسام الشامي ــــــــــــــــــــــــــــ على مسافة شهر من الذكرى السنوية الأولى لبداية ...

محليات

حزب الله يدعو الموارنة للتفاهم فيما بينهم ويؤكد أن الحوار هو السبيل لملء الفراغ الرئاسي

أوساط سياسية للبلاد: حزب الله يدعو الموارنة للتفاهم فيما بينهم ويؤكد أن الحوار هو السبيل لملء الفراغ الرئاسي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد الضيقة ــــــــــــــــــــــ يعتبر الخطاب ما قبل ...