روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي
فسَدَ الزَّمانُ فليسَ يأمَنُ ظُلْمَهُ |
|
أهْلُ النُّهى وبَنوهُ مِنهُ أظْلَمُ |
أينَ التَفَتَّ رأيتَ مِنهُمْ أوْجُهاً |
|
يشقى بهنَّ النّاظِرُ المُتَوسِّمُ |
وأضَرُّهُمْ لكَ حينَ يُعضِلُ حادِثٌ |
|
بالمَرْءِ مَنْ هوَ في الصّداقَةِ أقْدَمُ |
ومَتى أسَأْتَ إليهِمُ وخَبِرتَهُمْ |
|
أُلْفِيتَ بعدَ إساءَةٍ لا تَندَمُ |
نَبَذوا الوَفاءَ معَ الحَياءِ وراءَهُمْ |
|
فهُمُ بِحَيْثُ يَكونُ هذا الدِّرْهَمُ |
الأبيوردي ـ أضرُّهم لك
البحتري ـ نعمة
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً تَمَّ واجِبُهُ |
|
وَنَشكُرُ اللَهَ شُكراً مِثلَ ما يَجِبُ |
أَرضى الزَمانُ نُفوساً طالَ ما سَخِطَت |
|
وَأَعتَبَ الدَهرُ قَوماً طالَ ما عَتِبوا |
وَأَكسَفَ اللَهُ بالَ الكاشِحينَ عَلى |
|
وَعدٍ وَأَبطَلَ ما قالوا وَما كَذَبوا |
لِتَهنِكَ النِعمَةُ المُخضَرُّ جانِبُها |
|
مِن بَعدِ ما اِصفَرَّ في أَرجائِها العُشُبُ |
عبد الكريم البسطي ـ الحياة
وهي الحياة إلى الممات مآلها |
|
والجمع فيها معقب بتفرق |
والعيش في الدنيا كأحلام الكرى |
|
تبدو له في النوم مهما يطرق |
وحقيقةُ الأشياء مثل مجازها |
|
فالموت فيها عند كل محقق |
فعلام نكثر من تعلقنا بها |
|
وبها السليم العاقل لم يعلق |
لسان الدين بن الخطيب ـ مصاب
الْعًمْرُ نَوْمٌ وَالْمُنَى أَحْلاَمُ |
|
مَاذَا عَسَى أَنْ يَسْتَمِرَّ مُقَامُ |
وَإِذَا تَحَقَّقْنَا لِشَيءٍ بَدْأَةً |
|
فَلَهُ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ تَمَامُ |
وَالنَّفْسُ تَجْمَحُ فِي مَدَى آمَالِهَا |
|
رَكْضَاً وَتَأْبَى ذَلِكَ الأيَّامُ |
مَنْ لَمْ يُصَبْ فِي نَفْسِهِ فَمُصَابُهُ |
|
بِحَبِيبِهِ نَفَذَتْ بِذَا الأَحْكَامُ |