مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: "بداية محاكمة رياض سلامة والادّعاء عليه من قبل الدولة اللبنانية هو خطوة في الاتجاه الصحيح نأمل أن تصل إلى النتائج المرجوة"

العدد رقم 380 التاريخ: 2023-03-17

الدبابات الثقيلة الى الميدان.. الغرب يطيل أمد المواجهة العسكرية مع روسيا

ابتسام الشامي

الدبابات الثقيلة الى الميدان..

الغرب يطيل أمد المواجهة العسكرية مع روسيا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابتسام الشامي

ــــــــــــــــــــــــــــ

بموافقة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز وليوبارد2، تكون المواجهة الأطلسية الروسية قد دخلت مرحلة جديدة من التصعيد المفتوح على كافة الاحتمالات في ظل إصرار غربي على منع روسيا من الانتصار في المعركة الدائرة في أوكرانيا بما تحمله من دلالات، وإصرار الأخيرة على إحباط أهداف الغرب وفي مقدمها هزيمة جيشها ميدانياً، وإسقاط نظامها سياسياً.

خلفية الموافقة على القرار

انتهى السجال الأمريكي الألماني على خلفية الموقف من تزويد أوكرانيا دبابات قتالية، باتفاق يقضي بموافقة الجانبين على إمداداها بخمس وأربعين دبابة، بينها إحدى وثلاثون من طراز أبرامز أمريكية الصنع، وأربع عشرة دبابة ليوبارد 2 الألمانية. ويأتي هذا التطور على وقع تقدم القوات الروسية في المعارك الجارية في شرق أوكرانيا، حيث اتاحت سيطرة القوات الروسية على منطقة سوليدار شق الطريق نحو مدينة باخموت الاستراتيجية.

وإذا كانت التطورات الميدانية قد أسقطت التحفّظات الألمانية والأمريكية حيال رفع مستوى التقديمات العسكرية لأوكرانيا، والمرتبطة بشكل أساسي في طبيعة تموضعها في الحرب وأمور لوجستية تتعلق بتشغيل الدبابات وتدريب القوات الأوكرانية على استخدامها، فإن الخطوة الأمريكية الألمانية التي من شأنها أن تفتح المجال لدول أوروبية أخرى لزيادة الدعم العسكري لكييف، يمكن وضعها تحت سقف الاستعداد الاستباقي لمواجهات هجمات روسية متوقعة الربيع القادم، وعليه يبدو الرهان الغربي منعقداً على قدرة هذا المستوى من التسليح في صد الهجمات الروسية بعد التقدم الجاري في الشرق الأوكراني. وفي هذا السياق رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بالقرار الألماني الأمريكي، ورأى أن الدبابات التي ستمنحها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا لأوكرانيا يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في المعركة ضد روسيا. أما الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي تمنّع خلال الفترة الماضية عن الاستجابة لطلبات أوكرانيا بخصوص الدبابات، فقد حرص خلال إعلانه عن حزمة المساعدات الجديدة بقيمة أربعمئة مليون دولار، على التأكيد أن الدبابات هي لتمكين "أوكرانيا للدفاع عن أراضيها، ولا تمثل تهديداً هجومياً ضد روسيا". مبرراً قراره بأن "القوات الأوكرانية تعمل من أجل تحرير أراضيها، لذلك يجب أن تتحسن قدراتها أمام القوات الروسية على المدى الطويل". وفي ألمانيا التي وافقت على إرسال دبابات ثقيلة من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، والسماح للدول التي تمتلكها بإرسالها أيضاً، برر المستشار الألماني أولاف شولتز، تراجعه عن تحفظات بلاده السابقة بشأن الدبابات بمنطق المساعدة أيضاً. وفي بيان صادر عنه قال شولتز إن القرار "يأتي استكمالاً لدعمنا المعروف لأوكرانيا قدْر استطاعتنا. نحن نتحرك بأسلوب منسق عن كثب على المستوى الدولي"، لاسيما مع فرنسا. وإذ أعلن عن تدريب القوات الأوكرانية في ألمانيا على تشغيل الدبابات، جدّد المستشار الألماني "تمسك" برلين بوجوب تجنب التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي!.

الدبابات وقدراتها القتالية

ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا حصلت الأخيرة على "مساعدات" عسكرية غربية بقيمة مليارات الدولارات، وطالبت باستمرار بالمزيد منها، على اعتبار أنها تخوض المواجهة مع روسيا نيابة عن الدول الغربية، وهو ما كان قد ألمح إليه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي في خطابه أمام الكونغرس الشهر الماضي، عندما قال للمشرعين الأمريكيين "أموالكم ليست صَدَقة، بل هي استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية"، وقد تعرّض خطابه يومها لانتقادات حادة من جمهوريين وإعلاميين أمريكيين لدرجة وصفه "بملكة المساعدات والرفاهية".

لكن الموقف الجمهوري الأمريكي المتحفظ على المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وكذا الموقف الألماني لم يحولا دون الموافقة في نهاية المطاف على تزويد كييف بدبابات ثقيلة تتميز بقدراتها القتالية العالية. وفي هذا السياق تقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن دبابات "أبرامز " تشكل مع مدرعات "برادلي" الأمريكية ومدرعات "ماردر" الألمانية، الثالوث القاتل في آلية الحرب الحديثة.

وفي وصف قدرات الدبابة الأمريكية، قالت المجلة إنها تتميز بدرعها السميك وحركتها السريعة، وهي ذات مدفع من عيار 120 مليمتراً، فضلاً عن أنها مزودة برشاشين قادرين على إطلاق آلاف الرصاصات.

واعتبرت أن هذه المواصفات كلها تجعل من الدبابة أداة هجومية لا تقدر بثمن. مشيرة إلى أنه بوسع هذه الدبابة العمل في ساحات القتال على الرغم من إطلاق العدو النيران لتدمير المركبات المدرعة، كما أنها قادرة على تجاوز العقبات الخرسانية، أي العوائق التي تعترض طريق الأوكرانيين هذا العام ضد القوات الروسية.

أما عن الدبابة الالمانية ليوبارد2 التي تزن الواحدة منها 55 طناً، فإنها بحسب وصف الشركة المصنعة لها Krauss-Massei Wegmann، "دبابة قتال رائدة'' بمدفع 120 ملم ونظام رقمي كامل للتحكم في وجهة النيران. وفي حين يبلغ عدد طاقم الدبابة أربعة أفراد، فإن مداها يصل إلى 342 ميلاً بالإضافة إلى سرعات قصوى تبلغ حوالي 45 ميلاً في الساعة (68 كم / ساعة)، مع الإشارة إلى أن النسخة الأولى من هذه الدبابات دخلت الخدمة لأول مرة في عام 1979.

الهدف السياسي

الحديث الغربي عن القدرات القتالية للدبابات الأمريكية والألمانية إضافة إلى دبابة تشالنجر البريطانية، لم تجد فيه موسكو سوى بروباغندا سياسية، متوقعة أن يكون مصيرها كمصير ما سبقها من القدرات العسكرية الغربية التي دمرت في الميدان. وفي تعليقه على القرار الأمريكي الألماني، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن "الدبابات الأمريكية والألمانية ستحترق مثل غيرها"، معتبراً أن "فكرة إمداد أوكرانيا بدبابات أبرامز الأمريكية فاشلة لأسباب تكنولوجية". وحذّر بيسكوف من أن "الشعب الأوروبي هو من سيتحمّل عبء توريد الدبابات لأوكرانيا، بينما سيجني الأمريكيون أرباحاً جيدة". وفي السياق نفسه اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن "تزويد أوكرانيا بدبابات ألمانية جزء من مخطط مسبق لشن حرب على روسيا" متهمة "الولايات المتحدة بجر أوروبا إلى حرب كبيرة". أما السفير الروسي في ألمانيا، سيرغي نيتشايف، فقد وصف بدوره، قرار برلين بالخطير للغاية منبهاً إلى أنه سينقل الصراع إلى مستوى جديد، خصوصاً في ظلِّ عدم اهتمام ألمانيا، "بحل ديبلوماسي للأزمة الأوكرانية، تماماً مثل أقرب حلفائها".

وإذا كانت روسيا قد رأت في الخطوة الغربية تصعيداً وحذرت من تداعياته على أوروبا بشكل خاص، فإن هناك وجهات نظر معتبرة في الأوساط العسكرية الغربية ترى أن دخول الدبابات إلى الميدان لن تغير في معادلاته، وهذا على سبيل المثال ما لفتت إليه ميراندا ميرون من شعبة الدفاع في "كينغ كوليج" في لندن، التي اعتبرت أن "إرسال الدبابات هو خطوة سياسية أكثر منها عامل لتغيير الحرب". وليس بعيداً عن هذا التقدير، رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن إرسال 31 دبابة "إم 1 أبرامز" أكثر رمزية من القيمة الاستراتيجية الحقيقية لها، مشيرة إلى أن "موافقة بايدن وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على إرسال هذه الدبابات، جاء فقط بعد ضغوط أوكرانية من أجل دفع ألمانيا إلى إرسال دباباتها الخاصة من نوع "ليوبارد 2" وكسر المأزق في شأن إرسال هذه الأسلحة من جميع أنحاء أوروبا بموافقة ألمانية، نظراً إلى انتشار "ليوبارد 2" في عدد من دول "الناتو" وإبداء دول عدة بالحلف رغبتها في إرسال بعض دباباتها إلى أوكرانيا، ما كان يتطلب موافقة برلين التي صنعت الدبابة القتالية الأكثر انتشاراً في العالم والأسهل في الاستخدام".

خاتمة

في الوقت الذي تخفت لغة الحل السياسي يتصاعد خطاب الحرب، مصحوباً بشحن الميدان بالمزيد من عوامل التفجير التي من شأنها أن تدفع بالحرب الدائرة منذ شباط الماضي في أوكرانيا إلى تجاوز حدودها الجغرافية والتدرج لأن تصبح حرباً عالمية بأصالة الوكلاء الغربيين الذين فضلوا حتى الآن اللعب من خلف الستار وتحت راية المساعدة العسكرية لأوكرانيا لتمكينها من الدفاع عن نفسها.

إخترنا لكم من العدد

إعرف عدوك

تقدم إيران في البرنامج النووي.. هل توجد استراتيجية مواجهة بديلة؟

تقدم إيران في البرنامج النووي.. هل توجد استراتيجية مواجهة بديلة؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ترجمة وإعداد: حسن سليمان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في مقابلة نشرت في صحيفة ...

إقليميات

الرئيس تبون ومحاربة الفساد في الجزائر

الرئيس تبون ومحاربة الفساد في الجزائر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ توفيق المديني ـــــــــــــــــــــ قبل ثلاث سنوات شهدت الجزائر حراكاً شعبياً كبيراً، وكانت مطالبه تتمثل في المطالب المتعلقة ...

دوليات

الدبابات الثقيلة الى الميدان.. الغرب يطيل أمد المواجهة العسكرية مع روسيا

الدبابات الثقيلة الى الميدان.. الغرب يطيل أمد المواجهة العسكرية مع روسيا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابتسام الشامي ــــــــــــــــــــــــــــ بموافقة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا تزويد أوكرانيا ...

محليات

بعد قرارات البيطار وارتفاع سعر الصرف هل تنجح واشنطن والرياض في إشعال الفتن ونشر الفوضى الداخلية؟!!

أوساط سياسية للبلاد: بعد قرارات البيطار وارتفاع سعر الصرف هل تنجح واشنطن والرياض في إشعال الفتن ونشر الفوضى الداخلية؟!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد الضيقة ــــــــــــــــــــــ إن الثابت الوحيد ...