بعد قرارات البيطار وارتفاع سعر الصرف هل تنجح واشنطن والرياض في إشعال الفتن ونشر الفوضى الداخلية؟!!
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
بعد قرارات البيطار وارتفاع سعر الصرف
هل تنجح واشنطن والرياض في إشعال الفتن ونشر الفوضى الداخلية؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
إن الثابت الوحيد حتى الآن في المشهد الرئاسي هو الدوران في حلقة مفرغة، فالتعطيل من الأحزاب التي تدور في الفلك الأمريكي - السعودي قائم حتى إشعار آخر، فحتى الآن وعلى الرغم من انقضاء أكثر من شهر على الفراغ الرئاسي لم يظهر أي تبدل في موقف هؤلاء، الأمر الذي أدى إلى انتشار فوضى شاملة على صعيد كافة المؤسسات، وآخرها الانقسام العامودي في المؤسسة القضائية آخر الحصون التي كانت ما تزال متماسكة.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن ما حصل في الأيام الأخيرة هو نتيجة طبيعية للتدخلات الخارجية، لأنها أعقبت زيارة الوفد القضائي الأوروبي الذي يزعم أنه يحقق في دور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وكما يبدو - تقول الأوساط - أن أهداف القضاة الأوروبيين هي أبعد من ذلك بكثير، لأنه ومن دون مقدمات تحرك المحقق العدلي طارق البيطار في مخالفة قانونية غير مسبوقة وأصدر قرارات أدّت إلى انقسام في السلطة القضائية، ورافق قرارات البيطار ارتفاع جنوني في سعر الدولار.
هذه التطورات الدراماتيكية ما كانت لتحصل كما تقول الأوساط إلا بتدخل خارجي، لأنه ليس صدفة أن تهتم الخارجية الأمريكية بانفجار المرفأ، إلا إذا كان لديها مشروع أو خطة للاستثمار في هذه القضية لتوظيفها في تنفيذ أجندتها اللبنانية والتي باتت معروفة، وهي إحكام الحصار على لبنان من أجل إرباك حزب الله من خلال خلق فوضى أهلية شاملة، وإجباره على التورط في الوحل اللبناني الداخلي.
وتضيف الأوساط، أن الأمور سارت كما خططت واشنطن وحلفاؤها في الداخل حيث أنزلت مجموعاتها إلى الشارع الذين عمدوا إلى قطع الطرقات بذريعة الأزمة المالية والاقتصادية، وبحسب هذه الأوساط فإن التقارير الأمنية أكدت على عودة أسماء ووجوه ارتبطت بها أعمال التخريب والشغب في أحداث ما بعد 17 تشرين الأول 2019 للظهور مجدداً في الشارع بذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار، ما يعني كما تؤكد هذه الأوساط عودة المشغّل والمموّل لبرنامج العمل القديم من قطع طرقات وأحداث شغب وصولاً إلى الفوضى الشاملة وانفلات الأمن، وهذا ما تسعى إليه واشنطن والرياض، على أمل أن يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه بعد أحداث 17 تشرين الأول 2019.
وتخوفت الأوساط من حصول اغتيالات سياسية بغرض إشعال فتن متنقلة في كل المناطق اللبنانية من أجل إدخال لبنان في نفق يصعب بعدها الخروج منه ودفعه نحو التقسيم، أو على الأقل نحو فدرالية طوائف، وهذا ما تؤشّر إليه المواقف الصادرة عن القوات اللبنانية وحلفائها في الداخل، إضافة إلى بعض النواب الذين يتحركون تحت عنوان التغيير، وهم بالتأكيد حسب هذه الأوساط لا يتحركون إلا وفق أجندة مشغليهم، وتحديداً واشنطن، وهم كما يبدو قد ضغطوا على البيطار للتحرك، وهم الذين يحاولون وبالتنسيق مع القوات وحزب الكتائب الضغط على المجلس العدلي لإبقاء البيطار في موقعه، وهم الذين يعرقلون ويرفضون أي صيغة للحوار والتفاهم من أجل ملء الشغور الرئاسي.
وأخيراً حذرت الأوساط من مخاطر العدوانية الأمريكية - السعودية لأنه لو نجح هؤلاء في تنفيذ خططهم فعلى لبنان السلام، إلا أن هناك صعوبة كبيرة كما تؤكد هذه الأوساط على جر حزب الله إلى هذا المستنقع، وهو العارف بما تخطط له واشنطن والرياض وهو قادر مع حلفائه على إجهاض هذه الخطط في مهدها.