الرياض وواشنطن تفشلان لقاء باريس الخماسي والقوات تستعيد حلم تقسيم لبنان
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
الرياض وواشنطن تفشلان لقاء باريس الخماسي
والقوات تستعيد حلم تقسيم لبنان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
وسط الأزمة السياسية المعقّدة التي يواجهها لبنان بشأن ملء الفراغ الرئاسي، وبسبب عدم قدرة أي فريق على تأمين النصاب منفرداً إضافة إلى رفض القوات اللبنانية وحلفائها الحوار الوطني والتوافق على اسم لرئاسة الجمهورية يرضي كافة الأطراف، عادت القوات اللبنانية إلى الترويج لسلوك خيارات أخرى من أجل التمهيد للتقسيم أو على الأقل إلى فدرلة لبنان.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن الدعوات المشبوهة للقوات اللبنانية لجهة أنها ستعود إلى إتباع خيار التقسيم خصوصاً بعد اقتراحها على أن يجتمع النواب المسيحيين في البطريركية وانتخاب رئيس برعاية البطريرك الراعي، يؤشر إلى أن سمير جعجع ما زال يحلم بإقامة وطن مسيحي يمتد من كفرشيما إلى البترون، كما كان مطروحاً خلال الحرب الأهلية، معتبرة أن طرح القوات ما كانت تجرؤ على طرحه إلا إذا كانت معتمدة على أطراف دولية وأخرى إقليمية تجد في التقسيم مصلحة لها، خصوصاً الرياض وواشنطن اللذان أجهضا اجتماع باريس الخماسي وأصَّرا على مواصلة حصار لبنان من أجل نشر الفوضى فيه، والهدف إغراق المقاومة وحزب الله في حرب أهلية.
وأضافت الأوساط، أن تحقيق أحلام جعجع دونها عقبات كثيرة ومن المستحيل أن يصل إلى مبتغاه لاعتبارات كثيرة أبرزها:
1- عدم وجود بيئة شعبية مسيحية لحضن هذا المشروع، إضافة إلى أن الشارع المسيحي رافض بأغلبيته العودة إلى الحرب الأهلية حسب هذه الأوساط التي أوضحت أن القوات اللبنانية قد فشلت في تحقيق مشروع التقسيم خلال الحرب الأهلية، وهي كانت في عز قوتها وهيمنتها على البيئة المسيحية، وفي الوقت الذي كانت تتحالف مع الكيان الصهيوني الساعي أيضاً إلى تقسيم لبنان.
2- تقول الأوساط إنه صحيح بأن الخارج وخصوصاً واشنطن والرياض تعرقلان كل الصيغ المطروحة لملء الفراغ الرئاسي وتحديداً مسألة الحوار بين المكونات السياسية اللبنانية، إلا أنهما ليسا في وارد تغطية وتمويل أي حرب أهلية لأن لديهما أولويات أهم من لبنان، إضافة إلى ذلك يعرفان جيداً أن موازين القوى الداخلية ليست في مصلحة الفريق الموالي لهم خصوصاً بعد فشل كل المحاولات التي بذلوها على مدى سنوات من أجل حصار المقاومة.
وختمت الأوساط أن مبادرة القوات إلى إعادة طرح مشاريعها السياسية القديمة والتي برهنت التجارب المتلاحقة وعلى مدى سنوات عقمها وفشلها يندرج في سياق سياسة تعتمدها من أجل التمايز في الشارع المسيحي واستقطاب شعبية في مواجهة خصومها في التيار الوطني الحر، وهذا الأمر على الرغم من كل المحاولات وعناوين التطرف والشعارات التي ترفعها فشلت في إضعاف خصومها، وهذا ما أثبتته الانتخابات النيابية الأخيرة.