بعد فشل لقاء باريس الخماسي هل تدفع واشنطن والرياض لبنان نحو الانهيار؟!!
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
بعد فشل لقاء باريس الخماسي
هل تدفع واشنطن والرياض لبنان نحو الانهيار؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
فشلت كل المساعي التي تبذلها بعض القوى السياسية في أزمة العقبات التي تعترض طريق الحوار من أجل ملء الفراغ الرئاسي، كما أن كل الرهانات على الخارج قد سقطت أيضاً بعد فشل اللقاء الخماسي في باريس، الذي راهنت عليه قوى سياسية داخلية، علَّها تجد في تدخّل هذه الدول فرصة لتعزيز نفوذها..
هذه الانتكاسات بشأن ملء الشغور الرئاسي واكبها انهيار غير مسبوق في العملة الوطنية، وارتفاع غير مسبوق أيضاً في أسعار السلع الغذائية، الأمر الذي قد يهدد في انفجار اجتماعي كبير، قد يطيح بما تبقى من مؤسسات عاملة.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن هناك إشارات متتالية ومتسارعة على أن لبنان تنتظره حقبة صعبة وتصعيد كبير على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، ومن أن واشنطن والرياض يستعدان لإطلاق المزيد من الضغوط على اللبنانيين، وذلك بالتعاون مع قوى دولية وأخرى إقليمية من أجل زيادة الخناق على حزب الله، معتبرة أن انهيار العملة الوطنية وما نقل عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من أن المصرف المركزي قد فقد السيطرة على سعر صرف الدولار، وهذا يؤشر إلى أن تداعيات الحصار المفروض على لبنان هو مخطط له أمريكياً وسعودياً والهدف في النهاية هو إغراق حزب الله في المستنقعات اللبنانية الداخلية.
وأضافت الأوساط، أن المحور السعودي - الأمريكي وحلفاءهما في الداخل يحاولون تهيئة الظروف الداخلية من أجل الإتيان برئيس للجمهورية وفق أجندتهم الهادفة إلى إخضاع لبنان وإلحاقه بركب بعض الأنظمة التي طبَّعت مع الكيان الصهيوني، مؤكدة أن عدم صدور أي بيان عن لقاء باريس لم يكن صدفة أو غير مقصود، بل إن الدول التي اجتمعت درست بدقة التوازنات الداخلية وتوصلت إلى حقيقة أنهم غير قادرين على تأمين نصاب يسمح لهم بانتخاب رئيس للجمهورية من محورهم، وهذا الأمر - تقول الأوساط - هو الذي حال دون صدور بيان ختامي واكتفت هذه الدول بإرسال مندوبين عنها للقاء المسؤولين اللبنانيين، حيث كرروا اللازمة التي اعتاد عليها اللبنانيين بالدعوة إلى الإسراع لملء الفراغ الرئاسي والشروع بالإصلاحات تمهيداً للاتفاق مع البنك الدولي.
وتؤكد الأوساط في هذا السياق أن حركة الاتصالات المرتبطة بالملف الرئاسي على صعيد الخارج قد فشلت تماماً، كما أن أي تحرك داخلي محكوم هو أيضاً بالفشل، وبالتالي وبالتزامن مع انهيار صرف العملة الوطنية فإن حركة الاتصالات بين القوى السياسية متوقفة بالكامل، وليس هناك أي أمل في المدى القريب ما يؤشر إلى انطلاق أي مبادرة جدية.
وختمت الأوساط أن ما تشهده الساحة اللبنانية من أزمات اجتماعية واقتصادية مسؤول عنها أولاً وأخيراً واشنطن والرياض، والخوف من أن تكون هاتين الدولتين قد اتخذتا قراراً بنشر الفوضى ودفع البلد إلى انفجار أهلي كبير.