أوساط سياسية للبلاد:

لا تسوية رئاسية في المدى المنظور

حزب الله يرسم معادلة إجهاض العدوان السعودي- الأمريكي على لبنان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

لن يكون هناك أي جديد على صعيد ملء الفراغ الرئاسي ولفترة قد تطول إلى أن يتم التفاهم بين المكونات السياسية على اسم يرضي الجميع، وكما يبدو أن الشغور الرئاسي بات أمراً واقعياً تعمل القوى على التعايش معه، ويعمل في الوقت ذاته كل من موقعه وعلى طريقته التحضير لهذه المعركة من دون أن يقدم أي طرف التنازلات المطلوبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

أوساط سياسية متابعة أكّدت أن المراوحة هي سيدة الموقف على الصعيد الرئاسي على الرغم من بعض اللقاءات الثنائية والمشاورات من أجل التوصل لمخرج يحرك هذا الملف نحو نهاية إيجابية.

وأضافت أنه في ظل التناقضات الحادة بين القوى المعنية يؤشر إلى أن كل الحلول تدور في حلقة مفرغة وأن لا أمل حتى الآن في إحداث ثغرة ولو بسيطة في جدار هذه الأزمة.

واعتبرت الأوساط أن الاجتماع الخماسي الذي عقد في باريس لم يتوصل هو الآخر لفكرة تبلور الحل، وذلك بسبب التناقضات أيضاً بين الدول التي اجتمعت، وكل ما توصلوا إليه هي مجموعة من التمنيات على الأطراف اللبنانية بالإسراع في الاتفاق على صيغة رئاسية تخرج لبنان من أزمته، والذي أفشل لقاء باريس تقول الأوساط هي واشنطن والرياض بإصرارهما على رفض أي صيغة رئاسية قد تريح حزب الله وحلفائه.

ونفت الأوساط ما يتم تداوله عن أن هناك اتصالات تجري على أكثر من مستوى من أجل احتواء الأزمات الداخلية تمهيداً للوصول إلى تسوية رئاسية لإنجاز الاستحقاق، معتبرة أن مثل هذه التقارير هي إعلامية والهدف منها تخدير الشارع الذي كاد أن ينفجر في الأيام الماضية بسبب عدم قدرة معظم اللبنانيين على تأمين حياة لائقة بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع الاستهلاكية.

وتضيف الأوساط أن كل ما تفعله السلطة الآن هو اتخاذ ما أمكنها من إجراءات للتخفيف من وطأة الأزمات التي استفحلت في الآونة الأخيرة بسبب انهيار العملة الوطنية أمام الدولار.

وتؤكد الأوساط في هذا السياق أن المشروع الأمريكي - السعودي هو نشر الفوضى في لبنان معتمدين في ذلك على الأزمات الاقتصادية التي أفقدت المواطنين قدرتهم الشرائية، الأمر الذي يؤكد أن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وقوى داخلية معهما تقف وراء هذه الأزمات بهدف خلق مناخات تساعدهم على دفع البلاد نحو الفوضى وتحميل حزب الله كل المسؤولية عن هذا الانهيار.

إلا أن ما ورد في الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله - تقول الأوساط - كان واضحاً في هذا السياق، وسيكون كافياً لردع واشنطن والرياض عن الاستمرار في مشروعهما لأنه لو حصلت الفوضى ستخسر العاصمتان كل نفوذهما ليس في لبنان فقط بل في كل المنطقة.