واشنطن تفشل في جر لبنان نحو الفتنة من يحاسب أبواق الفتنة؟!!
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
واشنطن تفشل في جر لبنان نحو الفتنة
من يحاسب أبواق الفتنة؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
كاد لبنان خلال الأيام الماضية أن ينزلق نحو فتنة داخلية لولا تداركها من الأجهزة الأمنية عندما اعتقلت المسؤولين عن قتل الشيخ أحمد الرفاعي في منطقة عكار..
فالتحريض الذي واكب عملية القتل والذي استهدف الطائفة الشيعية من أكثر من فعالية شمالية معروفة بعلاقاتها المشبوهة قديماً مع السفارة الأمريكية يؤشر أن ما حصل ليس حادثاً عابراً وإن كان كذلك فإن الأدوات الأمريكية وخصوصاً القوات اللبنانية، توهّمت أنها قادرة على الاستثمار في هذه الجريمة في سياق سياسة تهدف إلى تنفيذ الأجندة الأمريكية - السعودية في لبنان.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن ما حصل في بلدة القرقف في عكار حتى لو كان حادثاً عائلياً إلا أنه فضح وبوضوح تام أن واشنطن والرياض ينتظران ويراقبان عن كثب أي حادث يشهده لبنان من أجل الاستثمار فيه ضد حزب الله وحلفائه، وهدفهم هو نشر الفوضى في الداخل، وتضيف بأن هاتين العاصمتين هما اللتان أفشلتا لقاء باريس لأهداف لم تعد خافية على أحد، وقد يكون أبرزها دفع لبنان نحو الانهيار الشامل اقتصادياً وأمنياً ظناً منهم من أنهما قادران على تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من خلال المؤامرات على المقاومة طيلة السنوات الماضية وتحديداً منذ عام 2006.
وتؤكد الأوساط أن واشنطن هي التي تحرّض حلفاءها في الداخل على الاستمرار في عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ظناً منها أنها قادرة على تعديل التوازنات الداخلية لصالح مشروعها، لافتة أن رفض القوات اللبنانية وبعض النواب التغيريين للحوار من أجل التوصل إلى صيغة ترضي كل المكونات السياسية يندرج في سياق هذه السياسة التي تعتمدها إدارة بايدن، وأشارت إلى أن الرافضين للحوار والاتفاق ينتظرون كلمة السر من واشنطن والرياض، مؤكدة أن هذا الانتظار قد يطول لفترة بعيدة لاعتبارات كثيرة أبرزها حسب هذه الأوساط هو انتظار انتشار الفوضى الشاملة، وهذا الأمر لن يحصل وبسبب حرص كثير من القوى السياسية على عدم حصولها وهم قادرون على التصدي لها وإجهاضها كما حصل في جريمة اغتيال الشيخ أحمد الرفاعي.
وأضافت الأوساط، أن اللافت كان الصخب الإعلامي الذي واكب عملية الاغتيال والتي أثارها حاقدون على المقاومة محاولين إلصاق التهمة بها دون دليل أو انتظار تحقيق، وهذه البروباغندا اعتاد عليها أقطاب 14 آذار البائدة، حيث حاولوا خداع الشارع كما خدعوه عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث وضعوا يدهم على البلد لسنوات كثيرة وانتهكوا الدستور وارتكبوا المحرمات.
ولم تستبعد الأوساط أن يكون منفذو عملية الاغتيال على علاقة ما مع القوات اللبنانية ومع السفارتين الأمريكية والسعودية، ولم يتوقعوا أن تكشف القوات الأمنية هذه الجريمة بهذه السرعة، مشيرة إلى أن ما وجد في منزل يحيى الرفاعي المدبِّر لعملية الاغتيال من مخازن للسلاح وأموال، والدعوات التي صدرت من بعض أزلام السعودية للتسلح والنزول إلى الشارع، هو أمر ليس صدفة بل كان مخططاً له في معراب وبالتنسيق مع السفارتين الأمريكية والسعودية.