إعلان الثنائي الوطني دعم فرنجية
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
إعلان الثنائي الوطني دعم فرنجية
أربك خصوم المقاومة في الداخل والخارج
وحركة السفير السعودي بلا بركة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
إعلان سماحة السيد حسن نصر الله دعم حزب الله الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية خلط الأوراق السياسية ووضع كافة المكونات السياسية أمام مسؤولياتها، حيث نسف بموقفه هذا كلّ البروباغندا التي كانت تتناول هذا الاستحقاق سواء من القوى الدولية والإقليمية أو القوى الداخلية دون قيمة تذكر.
لقد نقل سماحته هذا الاستحقاق إلى المرحلة الجديّة للمرة الأولى منذ وقوع الفراغ الرئاسي، وبات التفاوض حوله على نارٍ حامية وبالذخيرة الحية سياسياً بعد فترة من المناورات بالرصاص الخبي.
أوساط سياسية متابعة أكّدت أن بعض المواقف الدبلوماسية التي أعقبت خطاب السيد وخصوصاً حركة السفير السعودي تؤشر إلى أن رفع السقف الذي كانت ترفعه الرياض ومعها واشنطن وحلفاؤهما في الداخل باتت دون قيمة ونقلت ملف الفراغ الرئاسي إلى محطة جديدة تتسم بالجدية، وكل التحليلات والتحركات سواء الداخلية من خلال القوى التي تدور في فلك واشنطن أو الاقليمية التي تقودها السعودية ويساعدها سفارتا باريس وواشنطن لا تعني شيئاً وكلها خاطئة لأن القاصي والداني كانا يعلمان أن فرنجية هو مرشح الثنائي الوطني.
وأضافت الأوساط، أن إعلان حزب الله دعمه لفرنجية يختصر أيضاً خسارة مؤيدي ترشيح ميشال معوض للثلثِ المعطّل واستحالة التعديل الدستوري لترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، مشيرة إلى أن المعادلة باتت كالتالي، الفريق الذي يؤيّد فرنجية يسعى لتأمين الأغلبية للانتخاب والثلثين للنصاب فيما يسعى الفريق الآخر أي الخصوم لتأمين مرشح يضمنون من خلاله الثلث المعطل.
وتؤكد الأوساط أن الأجواء التي ترافق حركة السفير السعودي ومواقف القوى السياسية التي تتبنَّى الأجندة الامريكية لا توحي بأن رسالة الثنائي الوطني قد وصلتهم، وما صدر عنه من مواقف عقب خطاب سماحة السيد كان تكراراً لمواقفهم السابقة، وهذا يعني أن إنجاز الاستحقاق مؤجّل إلى مدى غير منظور، وهذا ما أشار إليه السيد نصر الله عندما اعتبر استمرار المواقف الحادة من بعض القوى السياسية الداخلية والقوى الدولية ورفضهم للحوار والتفاهم قد يستمر الفراغ الرئاسي لسنوات، وهذا الأمر كما تقول الأوساط يلامس الحقيقة فيما لو بقيت الاصطفافات الحادة قائمة وفيما لو استمرت التدخلات الأمريكية والسعودية في الشؤون الداخلية اللبنانية، إلا أن إعلان الثنائي دعمهم لفرنجية - تقول هذه الأوساط - تسدّ بالتأكيد حلقة التعطيل المستمرة منذ أشهر وقد يدفع هذا الإعلان الأطراف الأخرى إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة ستفرض عليهم تحديد خياراتهم الجدية بصورة نهائية، وتقديم القوات وحلفائها مرشّحهم الجدّي والنزول به إلى مجلس النواب، وتُخاض الانتخابات في جوٍّ تنافسي ومن يربحْ يربح، لأن انتظار الخارج وخصوصاً أمريكا والسعودية لن يبدلا في التوازنات الداخلية شيئاً، وأي تدخل من الخارج وتهديده بنشر الفوضى الداخلية قد تم التعامل معه من قبل حزب الله عندما هدد سماحته بأن أي فوضى في لبنان ستنتقل إلى كلّ الإقليم وخصوصاً الكيان الصهيوني.