حبر على ورق
غسان عبد الله

حبر على ورق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــ
يا للخيبة
أهديناه العمْرَ، وعطرَ الوردِ، وروحَ الشِّعرِ، وحبَّاً مِنْ غيرِ حدودْ.. أهدانا الشَّوكَ وقال: لا تبرَحْ تلكَ الأركانْ: "الفقرَ، الجوعَ، الغرْبةَ، والحسْرَةَ"، لا تبرحْها أبَداً واغفرْ للأوطانْ.. إنَّ الجُودَ مِنَ الموجُودْ.. يا للخَيْبةِ إذْ تتدلّى منْ سَقْفِ الزَّيفِ كما العنقودْ.
أتجاوز ذاتي
كي يبقى ما للأشياء وداعتُها.. ما للمختومِ قداستُهُ.. كي يبقى ما للعشق وما للتوقْ ما لعناقِ العطرِ بوردتهِ من برقْ.. كي يبقى ما في أعماق الحجر السادرِ من لغةِ الليلك كي يبقى ما في أنفاق البحر الهائم من سمكٍ يتوامض ألواناً ألوانْ.. كي يبقى ما في نجمٍ مجهولٍ من أمنيةٍ أن يتحوَّل شيئاً آخَرْ.. كي يتحقّق ما في جمجمة الطائر من رغبات.. كي يبقى ما في الظلِّ الوارفِ من نسماتٍ فضّيةْ.. من أجل البُقْيا واللقيا.. من أجل الرؤيا.. أتجاوز ذاتي للكلِّ.. وأحزم أحزاني.
حبٌّ قاتل
نغنِّي الحب لأنه نداءُ عذابنا.. لا لأنه سعادتُنا!!. نغنِّيه على أن يقع سوانا فيه فننتقم؟؟!.. تُرى كيف يكون الحبُّ سعادَتَنا؟!!.. فرحتَنا!!.. ولا بدَّ أن يكون أحدُ العاشِقَيْن فريسةً للآخر؟!!!.. إنني لم أعرف محرِّضاً على الموت طلباً للراحة أكثر من الحب.. ولا أعرف أشدَّ يأساً من الشعور بفقدان موجات الاتصال المتكافئة بين محبوبَيْن.. ولا من رعب الفراق!!.
إلى قاتلي
أَيُدْرِكُ قَاتِلي تَعَبِي..؟! أيُدْرِكُ أنَّنِي مُذْ فَتَّحَتْ عَينَيَّ أسْئِلَتِي. حَمَلْتُ الماءَ فِي كَفَّيَّ، كانتْ أنْهُراً فِي العُمْقِ لمْ يَسْقُطْ بِهَا حَجَرٌ، ولا اغْتَسَلَ الحَمَامُ على جَداوِلِهَا، ومَا انْفَكَّتْ يَدِي إلاَّ بِسُنْبُلةٍ.. وأُدْرِكُ قَاتِلِي كَلِفٌ بِأُغْنِيَتِي!.
توهُّج
أتوهّجُ في ذاتي.. لا تطفئُني في الظل ملذّاتي.. أبقى ركناً لا يُدرِكُهُ أفقٌ.. أبقى نجماً مثلَ نجوم الكون الغاربةِ الأطيافْ.. لكنْ أبقى حجراً في زاوية الكونِ.. وأبقى ورداً حُراً.. لا يتنفَّسهُ إلاّ من في رئتيهِ زوجُ حَمَامْ.. أبقى حراً.. أبقى.. عطراً أبقى في سعفِ الأيامْ سِفْراً يتلو لغةً يفهمُها الظلُّ ويهجس فيها شجرُ الأنسامْ.