روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي
تَصبَّر وَإِن لَم تَملكِ الصَبرَ فَاِجزَعِ |
|
فَما أَغفل الأَقدار عَن صَوبِ مَدمعِ |
يَهمُّ اللَيالي ما تَثيرُ وَقَلَّما |
|
تَهمُّ اللَيالي لَوعةَ المتفجِّعِ |
تَضيعُ لَدَيها كُلِّ نَفسٍ فَهَل تَرى |
|
يَبيتُ لَدَيها الدَمعُ غَيرَ مَضيَّعِ |
شَجانيَ إِنَّ الدَهرَ لَيسَ بِراحمٍ |
|
وَأَنيَ ذُو قَلبٍ شَديدِ التَوَجُّعِ |
وَإِن الَّذي أَشكوهُ لا لُبَّ عِندَهُ |
|
يَقلّبُ أَهل اللُبِّ في كُلِّ مَصرَعِ |
إبراهيم اليازجي ـ الصبر
أبو جعفر سعيد الأندلسي ـ نار
نظرتُ إلى نارٍ تصولُ على الدُّجى |
|
إذا ما حَسِبناها تدَانت تبعدُ |
ترفعها أيدي الرياح وتارة |
|
تخفضها مثلَ المكبّر يسجدُ |
وإلا فَمَنْ لا يملِكُ الصّبرَ قلبُهُ |
|
يقومُ بهِ غيظٌ هناك ويَقْعُدُ |
لها ألسنٌ تشكو بها ما أصَابَها |
|
وقد جَعَلَتْ من شدّةِ القّرِ ترعُدُ |
الشريف الرضي ـ شباب ومشيب
أَيُرجِعُ مَيتاً رَنَّةٌ وَعَويلُ |
|
وَيَشفى بِأَسرابِ الدُموعِ غَليلُ |
نُطيلُ غَراماً وَالسَلوُّ مُوافِقٌ |
|
وَنُبدي بُكاءً وَالعَزاءُ جَميلُ |
شَبابُ الفَتى لَيلٌ مُضِلٌّ لِطُرقِهِ |
|
وَشَيبُ الفَتى عَضبٌ عَلَيهِ صَقيلُ |
فَما لَونُ ذا قَبلَ المَشيبِ بِدائِمٍ |
|
وَلا عَصرُ ذا بَعدَ الشَبابِ طَويلُ |
الطغرائي ـ الشكر والصبر
أَلمْ تَرَ أنَّ الصبرَ للشكرِ توأَمٌ |
|
وأنهما ذُخْرانِ للعُسْرِ واليُسْرِ |
فشُكراً إِذا أُوتيتَ فاضلَ نِعْمَةٍ |
|
وصبراً إِذا نابَتْكَ نائبةُ الدهرِ |
فلم أرَ مثلَ الشُّكْرِ حارسَ نعمةٍ |
|
ولا ناصراً عند الكريهةِ كالصَّبْرِ |
وما طابَ نشرُ الروض إلّا لأنّهُ |
|
شكورٌ لما أسدَتْ إليه يَدُ القَطْرِ |