عبرة الكلمات
غسان عبد الله

عبرة الكلمات
ـــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ـــــــــــــــــــــــ
وجوهٌ عابرة
هائمٌ وأبحث عن برّيتي وأحلامي المُشتهاة.. بحارُ الحنين تمخر روحي.. وأنا بلا مراكب أريد أن أقطعَ هذا المحيط الرهيبَ من العدم والموت!! هل تلمحُ الوجوه العابرةَ أيها الحبيب؟!!..أنا لا ألمحها.. تمر عابرةً كطيفٍ منسيٍّ من غابر التاريخ.. أتندسُّ وجوهٌ عابرةٌ في حياتي.. تهنْدسُ عيشي، تطمسُ عيوني.. وتحاصرُ روحي الجريحة؟؟ هي وجوهٌ تعبرُ لا أكثر.. لا تأبه لها.. وجوهٌ تريدُ العبور إلى واحةِ القلب وأُنس الروحِ أنتركها تعبر؟؟ أتدورُ بنا لتأخذَنَا إلى حمّى دورانِها الرتيبِ بلا توّقف!!.
ظهور المنتظر
فاتحاً قلبَ المدى للحرفِ لا للقنبلةْ.. أتقفَّى غايةَ الأسماءِ من نافذةِ الضوءِ.. أغاوي السنبلةْ أعصُر العشقَ بإبريقي وأسري.. ووفودُ الدمع تسري.. لي حنايا نخلةِ الأضواءِ.. عرشُ الأخيلَةْ.. ولوجهي عرباتُ الشمسِ قبلَ الصاعقةْ ألبسُ البرقَ لأعراسِ المطرْ.. وأصلِّي لظهورٍ المُنَتَظرْ فيلوحُ الخبز أقماراً برأسِ الجلجلةْ وحمامٌ مِنْ دمي يهفو إلى كلّ تفاصيلي المقبلةْ.
شيءٌ من الوجدان
يا طفلتي هذا زمانٌ.. لمْ يعدْ للحلمِ فيه مكانهُ.. حتى وما عادْ الحنينُ يمضي بأفئدةِ العبادِ أو بالبلادِ إلى الهوى حتى الأنينْ.. وإخالُ أنكِ تؤمنينَ بما يُخَبِّئُ عاشقٌ من وردهِ للعاشقينْ.. لوْ حيلةٌ في القلبِ كنتُ أقولُ زُجِّيني إلى النسيانِ.. واشتعلي بذاكرتي ولمّيني عن الأشياءِ والكلماتِ.. أخفيني عن الأضواءِ.. داويني من الوجدانِ واشفيني.. أكادُ من الوجدانِ أنْ أذوبَ.. وأنتِ تستعرينَ في الطفولةِ.. في ألقِ الطفولةِ والضراعةِ والندى.. صمتاً فنورُكِ شاهقٌ.. وأنا هُنا.. يغتالني هذا الهوى فأجوعُهُ وأرُدُّني شغفاً إلى لغةِ السرابْ.. أصطنعُ لكِ يا طفلتي من وجيب القلبِ شيئاً من الوجدانْ.
سعيد ومحمود
ليلةُ قدْرِ.. القرية ُغافيةٌ لا تدري.. وهو على سطح ِالدارْ بينَ الصَّحوَةِ والنومْ.. في نِصفِ الليلْ.. لاحَ لهُ أنَّ الأبوابَ انفتحَتْ وملائكة ًسَبَحَتْ وهي ترَدِّدُ: يا سعيدُ اطلبْ.. يا سعيدُ اطلبْ.. فبَكى.. قضَّى العُمرْ يَحلمُ أنْ يَنفتِحَ البابُ المَرصودْ كي يَسألَ صاحبَهُ أن يَحفظ َمحمود واتسعَتْ بابُ الغيبْ: يا سعيدُ اطلبْ محمود مَدامِعهُ تجري.. محمود بعيد.. والصَّوتُ يُعيدْ: اطلبْ يا سعيدْ.. فيُتمتِمُ في صوتٍ مَعمودْ: احفظْ محمود..!.
مَواسم
جئتُ في مَوسم ِالطلَّع ِأسألكم حَبَّة ًتصْدُقُ الوَعدَ أحملها مِهرَجاناً لِعُقم ِالنخيلْ عَرَضَتْ لي طباعُكمُ كلَّ أملاحِها وَحَلفتم.. عُدتُ مُنكسِراً، واعتذرتُ لكم عندَ أهلي.. جئتُكم مَوسِمَ المِلح ِقلتُ الصِّغارُ يَشِبُّون تطحَنُ أضراسهُم كلَّ شيءٍ وأخشى عليهم طعاماً قليلا ًمروءَتهُ فامنحونيَ مِلحاً.. مَلأتم جيوبيَ بالطلع!.. أعلمُ أنَّ الدِّماءَ مَواسمُ في أرضِكم رُبَّما صارَ طلعُ النخيل ِدَماً واستحالَ الدَّمُ المُرُّ طلعاً وَما أثمَرَ الطلعُ فينا ولا أثمَرَ الدَّمُ فينا وظلَّ اتفاقُ مَواسِمِنا مُبهَماً.. لا تقولوا طريقكَ يُفضي إلى الموتِ أعرفهُ وأعرفُ أنكمو تُفسدونَ عليَّ مروءَة َموتي!!.