أوساط سياسية للبلاد:

تداعيات إيجابية للاتفاق السعودي – الإيراني

وانطلاق قطار انتخاب رئيس جديد للبنان قريباً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

أحدث الإعلان عن عودة العلاقات السعودية - الإيرانية صدمة على المستويات الدولية والإقليمية كافة، حيث تباينت التحليلات حول هذا الحدث وما قد ينتج من تداعيات على الملفات الساخنة في الإقليم وحتى على مستوى العلاقات الدولية..

إلا أن الثابت حول ما حصل بين طرفي النقيض طهران والرياض يعتبر تحولاً هاماً في مسار الأحداث خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وسيفرض تغيرات في أزمات هذه المنطقة على المدى القصير والمتوسط.

أوساط سياسية متابعة قرأت هذا الحدث واعتبرت أن الجارين اللدودين قد حسما خياراتهما وقررا اعتماد سياسة الحوار والنقاش كبديل موضوعي عن التراشق بالنار، وأضافت أن هناك أكثر من ملف في المنطقة يحتاج إلى تسوية بينهما، بدءاً من اليمن ومروراً بالعراق وسوريا ووصولاً إلى لبنان، مشيرة إلى أن هناك البعض وخصوصاً الذين كانوا ينتظرون تدخلاً أمريكياً لتعديل التوازنات الداخلية في هذه الدول أصابهم الذهول ولجأوا إلى ما كانوا يفعلونه أمام هكذا أحداث إلى اعتماد بروباغندا إعلامية فقط من أن هذا التفاهم لن يكون له أي تأثير على الملفات الساخنة ومن أن واشنطن لن تسمح بتغيير قواعد اللعبة في الإقليم.

وأكّدت الأوساط في هذا السياق أن وليّ العهد السعودي توصل إلى قناعة تامة أن الطريق الوحيد للخروج من مستنقعات الحروب التي شاركت فيها السعودية في أكثر من دولة في المنطقة باتت تستنزف قدرات بلاده مادياً واقتصادياً وحتى بشرياً وخصوصاً في اليمن، حيث أن مرور ثماني سنوات من عمر العدوان السعودي أثبت استحالة الحسم العسكري، بل على العكس كاد أنصار الله أن يحققوا انتصاراً تاريخياً على الرياض.

هذا ما خص اليمن، أما في لبنان فإن الملف أكثر تعقيداً بسبب الانقسامات الداخلية الحادة بين مكوناته السياسية والطائفية والمذهبية، وعلى الرغم من ذلك تقول هذه الأوساط إن الرياض توصّلت بعد كلّ المحاولات التي بذلتها لإحداث تغيير في التوازنات الداخلية اللبنانية إلى قناعة موضوعية من أن السبيل الوحيد للحفاظ على بعض النفوذ لها في هذا البلد هو الإقلاع عن اللعب والعبث في الساحة اللبنانية واعتماد سياسة جديدة مستوحاة من التفاهم مع طهران خصوصاً مسألة عدائها المطلق لحزب الله.

وأكّدت الأوساط أن الملف اللبناني دخل كبقية ملفات المنطقة مرحلة سياسية جديدة ستكون محكومة بالاتفاق السعودي- الإيراني وأن قطار التسوية الرئاسية سينطلق قريباً، وذلك مع استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض التي ستساهم رغم أنف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في تبريد وتهدئة كل الملفات الساخنة المفتوحة منذ سنوات، مشيرة في هذا السياق أن الوضع اللبناني بكلّ أزماته مرتبط على غرار أوضاع أخرى بملفات المنطقة وتشعباتها وتناقضاتها، والاتفاق السعودي- الإيراني ستكون تداعياته الإيجابية شاملة لكل هذه الملفات.