مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة العامة للتجمع: "استذكارَ مجزرةِ صبرا وشاتيلا يجعلنا ننظرُ الآن بكثيرٍ من الحذرِ لما يحصلُ في مخيمِ عينِ الحلوة، ونعتبرُ أن هذا الذي يحصلُ هناك هو استمرارٌ لمسلسلِ إنهاءِ المخيمات"

العدد رقم 406 التاريخ: 2023-09-22

النبي إرميا كان على حق.. هذه المرة أيضاً الشر قد ينفتح من الشمال

النبي إرميا كان على حق..

هذه المرة أيضاً الشر قد ينفتح من الشمال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة وإعداد: حسن سليمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النبي إرميا لم يكن جنرالاً، لكنه على ما يبدو فهم شيئاً ما في الجيو/سياسة والاستراتيجية، وربما أفضل من الجنرالات في عصره، عندما حذّر من "الشمال ينفتح الشر" {آية في العهد القديم سفر إرميا - "فَقَالَ الرَّبُّ لِي: "مِنَ الشِّمَالِ يَنْفَتِحُ الشَّرُّ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ". الأزمنة تغيرت، الظروف تبدلت، الجنرالات تغيروا، لكن الشر أيضاً هذه المرة قد ينفتح من الشمال.

رئيس الحكومة نتنياهو تحدّث عن ذلك أكثر من مرة، وزير الأمن يوآف غالانت، في أعقابه، حذّر بأن الجيش الإسرائيلي يجب أن يستعد لحرب متعددة الساحات "التي قد يكون فيها تهديد أمني فعلي في جميع الساحات وفي نفس الوقت".

حتى في وسائل الإعلام، تهب رياح الحرب، وحتى أحد المعلقين دعا من كرسيه المريح لبدء حرب وقائية استباقية. حتى السياسة لم تكن غائبة عن العناوين الرئيسية بالطبع، وزعماء المعارضة يزرعون الخوف لدى الجمهور من أجل الضغط على بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالإصلاح القضائي.

وكما كتب معلق الشؤون الأمنية رون بن يشاي، أيضاً "كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي والشرطة لا يبذلون جهداً حقيقياً لتهدئة مخاوف الجمهور (من الحرب)، لأن الخوف من تصعيد كبير يحصد ضحايا يخدمهم في مساعيهم لكبح الحماسة المتشددة والمبادرات المتطرفة للوزراء إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

ربما نعم وربما لا، ولكن يجب أن يتذكر المرء دائماً أن للمناورات في علم النفس الجماعي قد يكون لها أيضاً نتائج معاكسة لتلك المقصودة. مصادر متطرفة في المعارضة أيضاً تريد نشر أخبار ملفقة كما لو أن رئيس الحكومة سيبادر إلى مغامرة عسكرية من أجل كبح "الاحتجاج".

صحيح أن "الاحتجاج" وظاهرة رفض الخدمة شجعا إيران والجهات الفلسطينية على التشدد بتهديداتهم العملية والكلامية تجاه إسرائيل، لكن كما كتب بن يشاي، "نتنياهو أثبت في السابق أنه حذر في قراراته الأمنية ولن يبادر إلى خطوة فاضحة كهذه". على العكس من ذلك، لدرجة أن كلا الجانبين في الجدل المحلي يزيد من الذكاء والمسؤولية، ورئيس الحكومة يمكن يتفرغ أكثر لوظيفته في بلورة استراتيجية إسرائيل السياسية والأمنية، كما أن فرص نجاح "الشر" ستنخفض.

مع ذلك، نبوءة النبي إرميا وكلام التحذير الحالي، على الأقل من المخولين لذلك، بالتأكيد تستوجب يقظة أمنية عالية من جانبنا واستعداداً في جميع المجالات، الدفاعية والهجومية على حد سواء. صحيح أنهم في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وفي الأجهزة الأمنية الأخرى في إسرائيل، وعلى ما يبدو التي في الولايات المتحدة أيضاً، لا يوجد إنذار أو معلومات تشير إلى خطط أو استعداد معين لإيران والجهات المرتبطة بها للخروج في حرب شاملة ضد إسرائيل.

من الممكن أيضاً القول بأنه لا يوجد منطق لإيران في وضعها الحالي لشن حرب شاملة، لكن منطقنا لا يتطابق بالضرورة مع منطق نظام أصولي بدوافع أيديولوجية.

من الواضح أنه لا يجوز لنا الشعور بالطمأنينة، كما حصل، على سبيل، عندما وقّعت حكومة إسرائيل السابقة في الظلام على اتفاق مع لبنان (اتفاق الغاز)، أي مع حزب الله، والذي كانت نتيجته تعاون لحزب الله مع حماس في إطلاق 34 صاروخ نحو إسرائيل. قادة إيران سيواصلون حالياً إلقاء كلمات عدوانية ضد إسرائيل.

نفس خطابهم العدواني هو من ناحيتهم سلاح في الحرب النفسية ضد إسرائيل، وإذا كانت إسرائيل هي التي تبنّت حتى الآن "معركة بين الحروب"، فإن إيران الآن تتبنى أسلوباً مشابهاً يكون منفذوها حزب الله، الجهاد الإسلامي، وأحياناً حماس، وفي المستقبل ربما الحوثيون في اليمن وجهات إسلامية أخرى.

لهذا الأسلوب، وليس بمعزل عن الأحداث الداخلية في إسرائيل، يمكن أن يتدهور إلى حرب شاملة من دون أن تكون قد خططت لها، وهو احتمال لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهله. في هذه المرحلة يتعلق الأمر بخطوات إيرانية على المستوى النفسي وأيضاً في مجال الإرهاب، وعلى الرغم من أن هذا ليس حرباً متعددة الساحات والشاملة التي يتم الحديث عنها، فإن إسرائيل لا تستخف أيضاً بذلك، وهي مستعدة أيضاً إلى أن "الشر" من ناحيتها يمكن أن يفتح تماماً من الجنوب.

صحيفة معاريف – زلمان شوفال

إخترنا لكم من العدد

إعرف عدوك

نجاح المحادثات في منزل الرئيس حاسمة لأمن إسرائيل

نجاح المحادثات في منزل الرئيس حاسمة لأمن إسرائيل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ترجمة وإعداد: حسن سليمان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تواجه دولة إسرائيل منعطفاً حرجاً من وجهة نظر ...

دوليات

روسيا تتهم وأوكرانيا تنفي محاولة اغتيال الرئيس الروسي تصعيد خطير في سياق الأزمة

روسيا تتهم وأوكرانيا تنفي محاولة اغتيال الرئيس الروسي تصعيد خطير في سياق الأزمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابتسام الشامي ــــــــــــــــــــــــــــ شهدت المواجهة العسكرية الروسية الأطلسية تطوراً خطيراً من ...

محليات

المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي والرياض لا تضع فيتو على فرنجية

أوساط سياسية للبلاد: وسط التطورات التي يشهدها الإقليم.. المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي والرياض لا تضع فيتو على فرنجية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد ...