عبرة الكلمات
غسان عبد الله

عبرة الكلمات
ـــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ـــــــــــــــــــــــ
أوراقٌ وسطور
لا تنظر إلى الأوراق التي تغيّر لونُها.. وبَهتَتْ حروفُها.. وتاهت سطورُها بين الألم والوحشة.. سوف تكتشفُ أن هذه السطورَ ليست أجملَ ما كتَبْت.. وأن هذه الأوراقَ ليست آخرَ ما سطّرْت.. ويجب أن تفرّق بين مَنْ وَضَعَ سطورَك في عينيه.. ومَنْ ألقى بها للرياح.. لم تكن هذه السطورُ مجرَّدَ كلامٍ جميلٍ عابر.. ولكنها مشاعرُ قلبٍ عاشها حرفاً حرفا.. ونبْضُ إنسانٍ حَمَلها حلماً.. واكتوى بنارها ألماً.
ظمأ
تحاولُ.. وكلُّ المحاولاتِ.. تنتهي بالعودةِ من جديدٍ إلى ذات الأسئلة.. التي ترمقك في أعينِ المرآةِ كلما دنوتَ منها.. أين هي تلك الأيام المضيئةُ الموعودةُ على لسانكَ ألف مرةٍ.؟؟ أين هي النجوم؟؟.. أين ذلك الدفء الذي تألفه جراحُكَ القديمةُ؟؟.. ثم آه.. أين هي جراحكَ القديمةُ؟؟.. هي الأخرى هَجَرَتْ مع كل من هَجَرَكَ..!!.
رصيف..
الآن.. هنا.. وربما حتى هناك.. لا أحد يخوض بالطين.. ولا يقفُ تحتَ زخَّاتِ المطرْ.. ولا يعبُّ رائحة "الطين".. وبالطبعِ لا يَسْبَحُ أحد.. لا أحدْ.. ولا حجرْ.. المطرُ هو الآخرُ تغيَّرَ.. أصبحَ يعجِنُ الأرصفةَ.. والبشرْ.. البحرُ تغيَّرَ أيضاً.. أصبح يجتاحُ الشاطئَ.. ويبتلعُ الناسَ.. الرصيفُ تغيَّر.. لم يعد يحمي على إسفلته بقايا الهاربين من فورة البحرْ.. الكلُّ سيُسقِطُهُ معهُ في بؤرةِ الخَطَرْ.. لم يعدْ يحتمل بقاءَهُ على الهامش.. اختلطَ بالناس.. وبالأشلاءِ.. وبالمطر..
نجومٌ لا تضيء
لكي نكْبُرَ.. هناكَ مئاتُ الطرقِ.. إلا أن أكثرَها شعبيةً هي السفرْ.. فوضَّبْنا أحلامَنا.. وبضعَ سنينٍ عتيقة.. واتجهنا نحو شطِّ الأمان.. وهناك غرَّتنا عباراتُ الترحيبِ الزرقاءُ المصلوبةُ على اللافتات.. أضاعَنا الطريقُ.. وانفرطَ عُقْدُ الأخطاء.. وخَبَا الفجرُ مشدوهاً كئيباً.. وعربَدَ الشقاءُ فتيِّاً لاهثاً.. ليغمِسَ أرواحنا الحُبلى بالأماني في نقيعِِ البؤس.. هذا هو أولُ درسٍ مجانيٍّ تقدِّمُهُ لكَ الأيامُ اللدنة.