المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي والرياض لا تضع فيتو على فرنجية
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
وسط التطورات التي يشهدها الإقليم..
المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي
والرياض لا تضع فيتو على فرنجية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات متسارعة تنحو جميعها باتجاه إيجاد تسويات لكل الخلافات القائمة بين دولها والتي نتجت عن تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمدت إلى تفجير الحروب والصراعات بين هذه الدول أو بين مكوناتها الداخلية..
هذه التطورات ما كانت لتحصل لولا انحسار النفوذ الأمريكي في الإقليم وعجزه عن تغيير مسار التفاهمات التي حصلت سواء بين الرياض وطهران أو بين الرياض ودمشق، حيث أدخلت الإقليم في مرحلة جديدة ليس لواشنطن إلا التسليم بها من أجل الحفاظ على بعض نفوذها.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أن ما حصل في الأشهر الأخيرة لجهة إطفاء الحرائق في المنطقة هو مسار طويل باتجاه تشكيل نظام إقليمي بعيداً عن الهيمنة الأمريكية التي انكفأت لأسباب كثيرة ومتنوعة إلا أن أبرزها هو انخراطها في الحرب الروسية - الأوكرانية، التي أثارت نقمة ليس خصومها فقط بل حتى أصدقائها.
وأضافت هذه الأوساط، أن التغييرات التي يشهدها الإقليم سيكون لها تداعيات إيجابية على كافة دول المنطقة، لكن اللافت أنها لم تصل إلى لبنان حتى الآن، حيث ما زالت بعض القوى التي تدور في فلك واشنطن مقتنعة بأنها قادرة على إحداث خلل في التوازنات القائمة ومن أن إدارة بايدن ما زالت تتابع عن كثب ما يحصل في الساحة اللبنانية، إلا أن ما غاب عن هذه القوى ولا تريد تصديقه من أن لبنان ليس موجوداً كلياً في الأجندة الأمريكية، وإذا كان من اهتمام أمريكي فهو موجود في أدنى سلّم أولوياتها.
وأشارت الأوساط إلى أن استمرار هذه القوى في رفضها التوافق من أجل إيجاد تسوية لملء الفراغ الرئاسي يعني أن هذا الشغور سيستمر طويلاً، ويستمر معه المزيد من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، معتبرة أن خطاب هذه القوى خصوصاً القوات اللبنانية وحلفاؤها والذي يستبطن تهديدات بالطلاق والذهاب نحو الفدرلة ما هو إلا تعبير عن إفلاس هذه القوى وعن قصورها في رؤية ما يحصل في المنطقة من تطورات تصب جميعها في مصلحة خصوم الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت هذه الأوساط أن أمام القوات اللبنانية وحلفائها طريق وحيد يحفظ وجودها واستمراريتها وهو الخضوع لخيار التفاهم والقبول بالتسوية التي تعمل باريس من أجل ملء الفراغ الرئاسي، خصوصاً في ظل غياب أي منافس جدّي لسليمان فرنجية، بسبب عجز القوات اللبنانية وحلفائها في الاتفاق على اسم يحوز على الأغلبية المطلوبة لانتخابه، وكشفت الأوساط في هذا السياق أن المبادرة الفرنسية التي تستند إلى الواقع السياسي اللبناني مستمرة، داعية القوات وحلفاءها إلى قراءة هذا الواقع جيداً باعتباره أمراً راسخاً لا يمكن لواشنطن وحتى الرياض التأثير به وتعديل توازناته، خصوصاً أن الحزب التقدمي الاشتراكي أبلغ كل القوى الداخلية وحتى الخارجية من أنه لن يدخل في أي تحالف لا يتوافق مع رؤية الثنائي الوطني، وعدم استعداد القوات للتوافق مع التيار الوطني الحر إلا وفق رؤيتها السياسية وهذا ما يرفضه التيار الوطني الحريص حتى الآن على إبقاء الجسور مفتوحة مع حزب الله.
وختمت الأوساط أن ما تطرحه معادلة المبادرة الفرنسية هو السبيل الوحيد أمام القوى السياسية اللبنانية خصوصاً في ظل غياب الدور الأمريكي الذي يتابع من بعيد، ومن أن السعودية أبلغت هي الأخرى من يعنيهم الأمر أنها لا تضع فيتو على فرنجية، لكنها لن تخوض معركة إيصاله إلى الرئاسة، وهذا الموقف السعودي ليس سلبياً من المبادرة الفرنسية حيث سيفضح القوات اللبنانية وحلفاءها وسيظهرون بأنهم هم الطرف الذي يعرقل ملء الفراغ الرئاسي وبالتالي دفع لبنان نحو الفوضى.