أوساط سياسية للبلاد: بعد الضغوط على باريس للتراجع عن مبادرتها السفيرة الأمريكية تتحرك لجمع خصوم فرنجية
محمد الضيقة

محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
يبدو أن استحقاق ملء الفراغ الرئاسي مؤجل إلى فترة بعيدة، وإن كل من يتابع ما يحدث على المستويين الدولي والإقليمي من تطورات بشأن الأزمة اللبنانية يصل إلى نتيجة أن موعد التسوية لم يحن بعد، حيث تتأرجح المواقف الدولية والإقليمية بين الاهتمام والإهمال، في وقت ما زال الوضع القائم بين المكونات السياسية اللبنانية على حاله من التوتر والتحدي وتبادل الاتهامات.
أوساط سياسية متابعة أوضحت من أن الآمال التي عُقدت على التطورات الإقليمية من تسويات قد تبخرت وتبددت وحل محلها رؤية تشاؤمية من استعادة لبنان لوضعه الطبيعي خصوصاً في ظل تقارير لم يعرف حتى الآن مدى صحتها من تبدل في الموقف الفرنسي الذي كان داعماً لفرنجية لمصلحة الحياد الإيجابي وترك القوى السياسية اللبنانية تقرر لوحدها اسم الرئيس الجديد للجمهورية، معتبرة أن باريس قلدت الموقف السعودي في هذا الإطار وفق معادلة ترك المكونات السياسية اللبنانية تبادر نحو إجراء حوار من أجل التفاهم على صيغة لتسوية الملف الرئاسي.
وتضيف الأوساط، أن هذا المناخ السلبي سيستمر لفترة طويلة، إلا إذا تبدلت المواقف العربية والدولية بعد القمة التي ستعقد في الرياض في التاسع عشر من أيار.
مؤكدة في هذا السياق أن الرياض التي تسعى لتصغير مشاكلها مع كل القوى والدول التي كانت على خصومة معها قد تعمد إلى وضع الأزمة اللبنانية على طاولة النقاش أمام القادة العرب، لأن المشروع الذي انخرطت فيه السعودية بعد اتفاقها مع طهران ودمشق قد تدفع القوى السياسية اللبنانية باتجاه إجراء حوار فيما بينها والاتفاق على صيغة ترضي جميع الأطراف، باعتبار أن الحوار هو السبيل الوحيد الذي يوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على شكل وبرنامج عمل الحكومة التي ستتشكل في أول العهد الجديد.
وحذرت الأوساط من التبدل الذي حصل بشأن الموقف الأمريكي حيث انتقل من حالة المراقبة من بعيد إلى مرحلة جديدة حيث تسعى إدارة بايدن من خلال السفيرة الأمريكية دوروثي شيا للعمل على تجميع كافة الأطراف الرافضة لانتخاب فرنجية ودفعها للاتفاق على اسم تُجمِّع عليه هذه الأطراف لمواجهة فرنجية في البرلمان.
وأشارت الأوساط إلى أن التحركات التي تقوم بها السفيرة الأمريكية مرتبطة إلى حدٍ بعيد بما يجري في الإقليم من تطورات لا تصب في مصلحة واشنطن، وهي ترى حسب هذه الأوساط أن واشنطن تسعى من وراء تبدل موقفها للحفاظ على بعض النفوذ لها في لبنان بعد أن خسرت الكثير من مواقع النفوذ في المنطقة، حيث لو فشلت سياساتها القائمة على الحصار والعقوبات في إخضاع خصومها، وحتى أصدقائها تمردوا عليها ورفضوا الالتزام بتنفيذ أجندتها في المنطقة.
يبقى حسب هذه الأوساط، أن الثنائي الوطني وحلفائهم متمسكين للنهاية بدعم فرنجية رغم كل المتغيرات التي تحصل سواء في الداخل أو الخارج وستفشل كل محاولات واشنطن في مساعيهم في جمع معارضيه في إطار واحد، وبالتالي فإن أزمة الفراغ قد تستمر لفترة طويلة، إلا في حالة واحدة وهي فشل الحوار القائم بين القوات اللبنانية والتيار الوطني، وهو بالتأكيد سيفشل حسب الأوساط، وعودة التيار الوطني إلى الفلك الذي كان فيه لسنوات والقبول بتسوية تسمح بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية.