"إسرائيل" أعجز وأضعف من أن تدخل في حرب طويلة ومفتوحة
زينب عدنان زراقط

"إسرائيل" أعجز وأضعف من أن تدخل في حرب طويلة ومفتوحة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زينب عدنان زراقط
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ما حصل في غزة الأسبوع الماضي من عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي المُسمّاة بـ "السهم الواقي"، مِن عملية اغتيال تمّت في لحظة واحدة استهدفت ثلاثة من قادة "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، ليلتحق بهم اثنان آخران خلال الأيام القتالية التي لحقتها..
ردعتها فصائل المقاومة الإسلامية مُتحدةً بعملية "ثأر الأحرار" لاجمةً ظنونها بكسر المقاومة أو تفكيك أواصرها ومُحطمةً ما اعتبروه انجازاً أمام مستوطنيهم لينقلب انهزاماً سحيقاً قَلَب الموازنات، وما من رجوع عكسي للخلف بعده أبداً، إن كان من حيثُ التوقيت القياسي للانتصار وفرض المعادلات أم من المقومات والقدرات العسكرية الجديدة التي أظهرتها. فما هي الإنجازات التي حققتها وحدة المقاومة الفلسطينية أمام العدو ورسائل القوة التي أوصلتها له؟.
جريمة بعملية عسكرية إسرائيلية غادرة استهدفت القادة العظماء في حركة الجهاد الإسلامي الشهيد جهاد الغنام والشهيد خليل البهتيني والشهيد طارق عز الدين وعوائلهم الذين ارتقوا شهداء على إثر غارات غادرة لطيران العدو الصهيوني استهدفتهم وهم نيام، فجّرت براكين الغضب في أوساط حركات المقاومة الفلسطينية التي ردّت بكل قوة على هذه الجريمة وما أعقبها من سلسلة جرائم واعتداءات غاشمة تطال قطاع غزة وعدد من المدن الفلسطينية في تصعيد صهيوني خطير، دفع حركات المقاومة إلى إعلان حالة الطوارئ والالتحام في جبهة واحدة وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة هذا التصعيد بغية الرد عليه بالطرق والوسائل الممكنة الكفيلة بردع وتأديب هذا الكيان المحتل الغاصب .
رد المقاومة والانجازات
بقيت سرايا القدس في حالة صمت بعد جريمة اغتيال القادة بعد أن قام العدو بشن سلسلة غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، لتردّ عليه صواريخ المقاومة في اليوم التالي بإطلاق وابلٍ من الرشقات الصاروخية باتجاه الأراضي المحتلة وصلت تلك الضربات الصاروخية إلى تل أبيب وبئر السبع، وأرغمت العدو على فتح الملاجئ لأكثر من مليوني يهودي، ليُهرولَ سريعاً بعدها إلى استجداء وساطة بعض الدول للتوسط وطلب الهدنة، لأنه أعجز وأضعف من أن يدخل في حرب طويلة ومفتوحة. لقد كانت جولة من الحرب، مدتها خمسة أيام فقط، انتهت بانتصار كبير لصالح المقاومة الفلسطينية، وبهزيمة العدو الصهيوني، أسفرت عن عدة إنجازات، نذكر منها:
أ- تثبيت ردع للعدو الصهيوني، بتكريس معادلة الحرب المفتوحة مقابل كل جريمة هدم للمنازل أو جريمة اغتيال للمقاومين يرتكبها العدو الصهيوني، وانتزعت منه تعهداً مكتوباً بالكف عن ذلك، ما معناه ضمان معادلة لحماية المقاومين من الاغتيالات.
ب- إثبات المقاومة الفلسطينية على قدرتها الكبيرة والواسعة في ردع الصهاينة، وإلقاء الذعر في قلوبهم وادخالهم إلى الملاجئ وتكبدهم الخسائر المادية والبشرية، وإحداث شللٍ كاملٍ داخل الكيان المحتل الذي صارت مدنه في خمسة أيام كمدن أشباح خاوية من الصهاينة الذين اختبأوا تحت الأرض.
ت- إحداث نقله نوعية في مسار المعركة مع العدو بإزاحة الستار عن أسلحة نوعية متطورة، وحتى اللحظة الأخيرة للمعركة ودخول التهدئة حيّز التنفيذ ظلّت المقاومة تقصف مستوطنات العدو المحتل، حيث نفّذت في الدقائق الأخيرة قصفاً مكثفاً على تل أبيب ومدن الكيان المحتل.
ث- انهزام العدو الصهيوني عسكرياً وكشف فشل منظوماته الدفاعية وقبته الحديدية باعترافه لتجاوز أكثر من 1000 صاروخ للمقاومة منظومة القبة الحديدية وتفعيل المنظومة الاعتراضية الأكثر تطوراً من الأخيرة، وهي "مقلاع داوود" - التي يحتاج إطلاقها للصاروخ لمليون دولار في كلّ مرّة -.
ج- احترافية ودقة عمل المقاومة من خلال المشاهد التي نُشرت مُوثقةً صواريخ المقاومة التي أصابت أهدافها من دون تمكن الدفعات الإسرائيلية من اعتراضها فقد كانت هذه المرة ذات تقنيات متطورة بشكل غير مسبوق.
ختاماً، دولة الكيان الصهيوني المحتل تتآكل من الداخل وأن وما يسمى بدولة إسرائيل باتت على شفير الزوال، والمقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة لم تعد تلك المقاومة البسيطة التي تعتمد على الوسائل البدائية فقد انتقلت في العقد الأخير نقلة نوعية من المقاومة بالحجارة إلى مقارعة العدو وندّيته بالصواريخ، وهو ما أرعب العدو الصهيوني وأرهبه وبات يدرك أن المقاومة سترد على إجرامه واعتدائه بمئات إن لم يكن بآلاف الصواريخ.
عَجْزُ العدوّ عن مواجهة المقاومة الفلسطينية لأكثر من خمسة أيام أصابه بحالة شلل، فكم من الوقت ستحتاج عملية إزالة إسرائيل إن اجتمع المحور المقاوم إلى جانب الفصائل، هل ستكون أكثر من بضع ساعات أم تراها أقل؟!.