حبر على ورق
غسان عبد الله

حبر على ورق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــ
حضور
لجأت إلى حضوركَ من براري الثلجِ والصمتِ فضمدني بهاؤك حينما هبّت رياح القهرِ جارحةً رفيفَ اللحنِ في صوتي.. أنا المشحونُ بالأمطارِ والحنّاء.. لا أحدَ سواكَ أعدَّ لي حضناً يرتّب لي شجوني كلّما خدشَتْ زوابعٌ صفوَ إحساسي فكنتُ إذا تمادى الرملُ في تعكيرِ أنفاسي تكونُ يداكَ لي رئتَيّ.
ملاك
غفوتُ فَجِئْتَني طيفاً.. صحوتُ فكنتَ يا ملاكي ملاذاً يطردُ الأوهام والخوفَا.. تطلُّ عليَّ من سقفٍ تموجُ بهِ رسومٌ شَكّلتْ عمراً أتى غيماً وفكَّ نسيجَهُ صيفا.. أراك ـ كما انْتَبَهتْ بدايةٌ ـ تأتي لتدلقَ في مسارِ النهر في جسدي دِناناً أثقلتْ عطفا.. أحسّكَ في دمي وتراً يُسيل عذوبتي عزفا.
هدهدة
أهرقتَ ضوءكَ في طريقي فقرأتُ خارطةً يُعمِّد لونها نهرٌ تقدَّسَ سرُّهُ.. نبعاً تشكَّلَ من عروقي.. فنظرتُ نحوكَ أستدرُّ مطالعَ الأشواقِ تمنحني الوداعةَ كلّما حجَبَتْ تلالُ الماءِ ناصيةَ الشروقِ فغَسّلْتَني بالتمتماتِ وبالدعاءِ وكفُّكَ اليمنى تهدهدني ليخطفَني النعاسُ بغفلةٍ مني إلى سعةٍ من الأفقِ الطليق.
وجدان
بجانبِ طورِ وجداني رأيتُ النورَ في بيداءٍ ينزفُ بؤسُها خوفاً.. فمالَ وضوحُهُ نحوي وناداني.. تركتُ بخفةٍ جسدي وسرتُ بلا خطىً أمشي إلى ركنٍ يُضوّئني بتحنان.. هناك خلعت شهواتي وأرديتي.. لأرقصَ في حضورِ الرّوح والأشواقُ تسترني كقمصاني.