عبرة الكلمات
غسان عبد الله

عبرة الكلمات
ـــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ـــــــــــــــــــــــ
شتات
أعبّئُ في جَعبتي الذكرياتِ أرتِّبُها مثلما أفَرَدَتْني غريباً على سدّةِ الوقتِ.. أو ريشةً في مهبِّ الحياة.. وأمسحُ عنها غبارَ الزمانِ لتبقى المرايا كما شئتُها في وضوحي.. على صفحةِ الماءِ حيثُ أرى رغبتي في اقتناصِ النجاةِ ولا شيء يبعثُ فيّ الهواجسَ إلا رياحٌ تناكِفَ رملاً وعمراً توزّع بين الشتات.
وصال
أصبو إلى فرحٍ ناشزٍ في أقاصي الخيالْ.. وَاعدَ الروحَ يوماً بشهدِ الحياة.. وما يُطفأُ الهمُ حينَ يثورُ بصدري السؤالْ.. إلى أين تمضي..؟ وكلُّ الدروبِ نهاياتُها تلتقي في خريفِ الليالي الطوالْ.. فمن أيِّ دربٍ سأعبرُ نحوي؟ وفي أيِّ فصلٍ سيوُرِقُ غصني؟ ويُزْهِرُ عمري..؟ ليمتصَّ نحلي رحيقَ الوصالْ.
بيتٌ وحيد
كلّهم مرّوا على بابي وراحوا.. شاهدوا في البيت عصفوراً بلا ريشٍ تغطّيه الجراحُ.. وأداروا أعيناً مما اعتراها.. وعيون الغيم تهمي كلما ومضٌ تلاشى وكؤوس الليل يرويها النّواحُ.. إيهِ يابيتاً وحيداً فوق هذه الأرض.. تبكي ساكناً حياً وميْتاً غاب في الذكرى وتبكيكَ الرياحُ.
عبء
وهكذا... دارتْ نواعيرُ السنين تغرفُ أيامي وتُبقي العمرَ ظمآناً يناجي الماءَ من تحتِ الرمادْ.. وهكذا.. ارتدى الزمانُ ثوبَهُ فكانَ في ثوبيَ السوادْ.. أنوء تحتَ العبءِ.. أمضي حيث شاءَ الوقتُ أو شاءتْ طريقي.. لا يدٌ تثيرُ في يديَّ معازفَ الفؤادْ.