أوساط سياسية للبلاد:

بعد فشل حوارها مع التيار الوطني

القوات تبحث عن مرشح لمواجهة فرنجية

والثنائي ثابت على دعمه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

بات الملف الرئاسي الشغل الشاغل للأحزاب والحركات السياسية اللبنانية، حيث تشهد الساحة اتصالات مكثفة بين القوى المعنية تحضيراً للجلسة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في الخامس عشر من الشهر المقبل.

وكما يبدو أن الخلافات بين الكتلتين المسيحيتين القوات والتيار الوطني لم تجد طريقها إلى الحل بعد مفاوضات جرت بين الطرفين في الأسابيع الماضية، فشلا خلالها في التوصل إلى صيغة لملء الفراغ الرئاسي.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن كلاً من الفريقين المتخاصمين القوات وحلفاؤها والثنائي الوطني وحلفاؤهما كثفوا في الأيام الأخيرة الاتصالات مع الكتل ومع النواب المستقلين من أجل حشد الأصوات لمرشحه تكون كافية لانتخابه رئيساً للجمهورية، وفي حين تحدثت بعض المعلومات عن اتفاق فريق القوات اللبنانية مع بعض النواب على اسم جهاد أزعور، إلا أن هذا الخيار حسب هذه الأوساط دونه صعوبات كثيرة لأن قسماً من بعض النواب المستقلين قد لا يوافقون عليه، في حين أن كتلة اللقاء الديمقراطي قد لا تصوّت له وهذا ما ألمح إليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في إحدى مقابلاته، حيث بدا غامضاً وغير منحاز لأي طرف من الأطراف.

وتضيف الأوساط، أن جنبلاط كما يبدو ينتظر ما ستسفر عنه القمة العربية والإشارات التي قد ترسلها ليبني موقفه عليها، خصوصاً أنه حريص على عدم إغضاب الرياض التي اعتمدت خيار الحياد بشأن الملف الرئاسي.

وأشارت إلى أن القوات اللبنانية وحلفاءها قد يتمكنوا من التفاهم على مرشح معين إلا أن التجربة مع أطراف ما يسمون بأنهم معارضة تؤكد وجود وجهات نظر متعددة في صفوفهم، وكل من هؤلاء ليس في وارد التنازل لبعضهم البعض، ومن هنا تؤكد الأوساط أن المعارضة محشورة في خياراتها التي تعتبرها مبدئية، هذا يعني أن هناك عقبات كثيرة تعترض فريق المعارضة في تبني أي مرشح ينال موافقة الجميع.

في حين تقول الأوساط أن فريق الثنائي الوطني وحلفاءهما متفقين على دعم فرنجية، ولا توجد خلافات بينهما، ما يؤشر إلى أن فرص فوز فرنجية عالية جداً، إلا إذا عمدت القوات والتيار الوطني الحر إلى تطيير النصاب في جلسة 15 حزيران.

ولفتت الأوساط في هذا السياق إلى التباينات الكبيرة بين القوات والتيار الوطني مع بقية أطراف المعارضة، حيث أن كل فريق وطرف له حساباته ومرشحه، وهذا ما أكدته الأشهر الماضية، حيث أن القوات وحلفاءها لم يتمكنوا من الإجماع على مرشح معين، كما أنه من المستبعد أن يعمد التيار الوطني إلى التحالف مع أي طرف في مواجهة الثنائي الوطني، الأمر ذاته ينطبق على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.

وتؤكد الأوساط أنه وعلى الرغم من الأزمة التي تواجهها المعارضة من الصعب عليها التفاهم على اسم معين، ومن الصعب جداً أن ما أفسده الدهر في الأشهر الماضية لن يصلحه جعجع والجميل خلال أيام.

وبحسب هذه الأوساط فإن الموقف الحيادي للسعودية أصاب القوات وحلفاءها في الصميم، في حين أراح إلى حدٍ بعيد الثنائي الوطني، حيث كثفا اتصالاتهما على محورين، الأول تقوده حركة أمل مع الحزب التقدمي الاشتراكي، والثاني يقوده حزب الله مع التيار الوطني الحر بعد فتح باب التواصل الرئاسي المباشر بينهما، وبانتظار ما ستسفر عنها هذه التحركات تبقى العين على ما يصدر عن قمة جدة.