حبر على ورق
غسان عبد الله

حبر على ورق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــ
لم يحضر أحد
لا تحزني يا حرة عربيّةً ملكتْ زِمامَ منيّتي.. فلقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهِلٌ منّي وبِيضُ الهندِ تقطرُ من دمي فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها لمعتْ ولمْ يحضرْ أحدْ.. هي شمعةٌ أشعلتُها من غيظِ أحزاني، وفيْض طويّتي فجراً ولم يحضرْ أحدْ.
الليل
الليل، يفتحُ أبوابَ الضّجرِ، وهو ليس المللَ الفارغَ، إنه شعورُكَ بالوحشةِ والخوفِ و"الكركبة"، شعورُكَ بأنك ستودّع مكانَكَ وستحملُ حقائبكَ في مرةٍ جديدةٍ دون أن يعني ذلك أنها الأخيرة.. الليلُ عباءةُ ساحر!.
مملكةُ الشعر
آهٍ ممَّنْ سرقَ العمرَ وكان يريدُ مزيداً منهُ فقلتُ لهُ: تبّاً يا لصَّ الأوقاتِ ولصَّ البسطاءِ تظلّ تُردّدُ: رأسُ المالِ جبانْ.. حاولَ لكني استقبلتُ طريقي غَضِباً ومضيْت.. أمَّا مملكةُ الشعرِ فقد سرَقتْني ثم ببسمةِ مَنْ يملكُ قالت: نفَدَ الوقتْ.
العالم يتهاوى
هذا ما كان الليلةَ يا صاحْ: بين جناحين من الحلمِ، وما يمنحُهُ الحبُّ من العينين ارتاحْ.. تلك الطفلةُ.. نمسحُ عينيها في رفقٍ، ونقولُ لها من قلبِ القلبِ: سماحْ. هذا العالمُ يتهاوى، حتّى صِحْنا بالشجر العالي، لنْ يُنقذَ روحَ النخلةِ فينا إلا شاعرُها الفلّاحْ.