الرئيس بري يفاجئ القوات والتيار وباسيل يدفن تفاهم مار مخايل ويستنجد بالرئيس الأسد
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
الرئيس بري يفاجئ القوات والتيار
وباسيل يدفن تفاهم مار مخايل ويستنجد بالرئيس الأسد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
حتى الآن ليس في الأفق أي إشارة جدية بأن هناك إمكانية للتعجيل بالحسم الرئاسي وبالتالي فإن هناك عقبات كثيرة قد تحول أمام الفريقين المتخاصمين بملء الشغور الرئاسي في جلسة 14 حزيران..
إن أي مراقب موضوعي لما جرى في الأيام الماضية من اصطفافات تؤشر أن المعركة ستكون طويلة ومفتوحة على شتى الاحتمالات، وكل فريق سيوحي بأنه يمتلك القدرة على الصمود في وجه الفريق ويملك أوراقاً من شأنها دفع الفريق الآخر كي يصرخ أولاً.
أوساط سياسية متابعة أكّدت أن الثنائي الوطني في أعلى درجات الجهوزية للمنازلة في جلسة 14 حزيران، وهذا ما لجأ إليه الرئيس نبيه بري عندما حدّد تاريخ جلسة الانتخاب وتأكيده على أنهم سيتخلون عن الورقة البيضاء والتصويت لمرشحهم سليمان فرنجية، الأمر الذي قطع الطريق أمام القوات وحلفائها والتيار الوطني للمتاجرة والعمل على الترويج فيما لو لجأ الثنائي للورقة البيضاء من أنهم هم الذين يعطلون الاستحقاق.
هذا الموقف للثنائي تقول الأوساط يؤشّر أن هناك أوراقاً مخفية يملكها وقد تفاجئ خصومهم وستفضح في الوقت ذاته ما عملوا على ترويجه من أنهم يملكون الأغلبية التي ستسمح لهم بإيصال جهاد أزعور إلى بعبدا.
وبعيداً عن البوانتاجات والعدّادات التي عمل فريق القوات إلى اعتمادها عشية الجلسة فإن هذا الفريق لم يتعلّم من دروس الماضي والإقلاع عن تكبير حجمه في الإعلام من أجل دفع الثنائي للتشكيك بقدرتهم في حشد الأطراف والقوى لمصلحة سليمان فرنجية باعتباره الخيار الأنسب في هذه المرحلة لإخراج لبنان من أزمته.
واستغربت الأوساط كيف ستواجه القوات والتيار الوطني فرنجية بمرشح لم يعلن حتى الآن ترشيحه، ويخاف على وظيفته في صندوق النقد الدولي، فهو لم يتجرأ حتى الآن أن يلتقي أي نائب أو كتلة علانية، بل من خلال الاتصالات الهاتفية، معتبرة أنه لو شعر أزعور أن داعميه قادرون على إيصاله إلى بعبدا لكان أعلن استقالته من وظيفته وعقد اجتماعات علانية مع مؤيديه، هذا من جهة - تقول هذه الأوساط - ومن جهة ثانية فإن التيار الوطني ما كان احتاج لإرسال الرئيس السابق ميشال عون إلى سوريا من أجل الطلب من الرئيس بشار الأسد مساعدته لإصلاح علاقته مع حزب الله التي فرَّط فيها جبران باسيل، وكان لها تداعيات على وحدة تكتله وعلى مصداقيته في علاقاته الجديدة مع القوات اللبنانية التي نصبت له كميناً ذهب إليه برجليه، الأمر الذي قد يؤدي إلى شرذمة تياره وسيخسر الكثير إن لم يكن الآن ففي المستقبل، لأن هناك خمسة نواب من تكتله فازوا بأصوات جيّرها لهم حزب الله.
وختمت الأوساط بأن المعركة حول رئاسة الجمهورية ليست كما يحاول فريق القوات والتيار الوطني تصويرها من أنها طائفية بين المسلمين والمسيحيين بل هي معركة يخوضها الثنائي الوطني مع حلفائهم في وجه فريق يريد للبنان أن يبقى دمية بيد واشنطن التي اعتمدت سياسة مع حلفائها الأوروبيين على تحريض الطوائف على بعضها من أجل تنفيذ أجندتها المعروفة وهي حماية الكيان الصهيوني، وهذا ما ينفذه الآن فريق القوات - التيار عندما يعملون من أجل تطويق المقاومة والإتيان برئيس تروّج له واشنطن في هذه المرحلة الجديدة التي أدخلت فيها المنطقة والعالم وسط متغيرات أقلها حتى الآن نشوء نظام دولي جديد وانحسار النفوذ الأمريكي ليس في الشرق الأوسط بل في كل العالم.