دعوة لانتخاب رئيس للجمهورية

عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:

بعد أن حدد دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري موعداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 14 حزيران الجاري، وبعد أن أصبح هناك مرشحان واضحان على النواب أن يختاروا بينهما، يدعو تجمع العلماء المسلمين النواب الكرام لإعمال ضميرهم وانتخاب الأصلح من بين الاسمَيْن المطروحَيْن، فالواقع الاقتصادي الصعب الذي نمر به والتحديات المستقبلية تفرض وصول رئيس قوي يؤمن بحق لبنان في الدفاع عن نفسه والحصول على ثرواته، لا رئيس قد يبيع هذه الثروات بأبخس الأثمان.

لقد تفاجأنا بتأييد أصدقائنا في التيار الوطني الحر لجهاد أزعور وهو من قالوا عنه بالأمس: "أن الإبراء له مستحيل" فكيف تحول إلى ممكن بين ليلة وضحاها؟!! وهل الكيدية السياسية تصل إلى حد أن نرفض من هو قريب منا لأنه اختير بدلاً عنا لنختار من هو منغمس بحسب كتابهم "الإبراء المستحيل" بالفساد المالي؟!! لذلك فإننا نراهن على مصداقية نواب التكتل في أن ينسجموا مع أنفسهم ويختاروا الأصلح ولا يكتفوا بالاعتراض من خلال ورقة بيضاء.

في ظل هذه الأجواء الملبدة قام بطل من مصر عند الحدود مع فلسطين المحتلة بعملية نوعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعمق كيلومتر ونصف وقتل ثلاثة جنود صهاينة ليقول للعالم أن اتفاقية كامب ديفيد الملعونة كانت وما تزال بين النظام والكيان الصهيوني، أما الشعب المصري وكذا كل الشعوب العربية والإسلامية لن تدخل في تطبيع مع الكيان الصهيوني حتى لو ذهبت أنظمتها بهذا الاتجاه وقريباً سيقول هذا الشعب كلمته في حكامه، خاصة بعد زوال الكيان الصهيوني الذي بات قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى.

إن الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعها الدوري ودراسة الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية تعلن ما يلي:

أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين النواب الكرام لانتخاب الأصلح لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة، القوي الذي لا يذعن لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، المؤمن بحق لبنان، بالمقاومة، وبثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لا من تحوم حوله شبهات فساد قرأناها في كتاب من يسعى اليوم لتأييده.

ثانياً: ينوه تجمع العلماء المسلمين بالاجتماع الذي عُقد بين موفد البطريرك بشارة الراعي مع حجة الإسلام والمسلمين أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ويعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح للتأكيد على العيش الواحد ووضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار وأن مسألة انتخاب الرئيس هي مرحلة يجب أن تستتبع بخطوات لإنجاح المرحلة المقبلة بغض النظر عن شخص الرئيس المنتخب.

ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للجندي المصري الذي قام لوحده بالتّوغل داخل فلسطين المحتلة وقتل ثلاثة من جيش الاحتلال الصهيوني وجرح اثنان، وهو بهذا العمل أعلن وبشكل واضح عن فشل اتفاقية الذل والعار في كامب ديفيد بالتطبيع ما بين الشعب المصري والصهاينة، وهو أيضاً أعلن برصاصاته أن الحل الوحيد لاسترجاع حقوقنا السليبة هو بالجهاد والمقاومة، وأن لا مكان بيننا للكيان الصهيوني وزواله بات قريباً جداً بإذن الله سبحانه وتعالى.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام النظام السعودي على إعدام ثلاثة شباب سعوديين هم: حسين بن علي المحيشي وفاضل بن زكي انصيف وزكريا بن حسن المحيشي من خلال محاكمات صورية وتلفيق تهم كاذبة، ويضم تجمع العلماء المسلمين صوته إلى صوت لقاء المعارضة السعودية بالطلب من المراجع في قم والنجف الأشرف للتدخل في وقف الإعدامات التي هي في الحقيقة تصفية حسابات سياسية، ويتوجه التجمع لعوائل الشهداء بالعزاء، سائلاً المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان.