الثنائي الوطني ثبت فرنجية والمتقاطعون يتهيئون " لنعي" أزعور
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
الثنائي الوطني ثبت فرنجية
والمتقاطعون يتهيئون " لنعي" أزعور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
كما كان متوقعاً أسدل الستار على الجلسة البرلمانية رقم (12) ولم تختلف عن سابقاتها إلا في الأرقام وفي بعض المفاجآت في هذا السياق، حيث فضحت البروباغندا التي عمل على ترويجها المتقاطعون من أن مرشحهم يمتلك أكثر من 65 صوتاً، ومن أن مرشح الثنائي الوطني لن تتجاوز أرقامه الـ43..
هذا الفشل الذريع للمتقاطعين في تلبية القوى الخارجية وخصوصاً واشنطن، سيضعهم أمام خيارات صعبة، حيث من المتوقع أن تطالهم الإدارة الأمريكية بما وعدوا به، ولن يتمكنوا بعد الآن من المكابرة، خصوصاً أنه لولا ما يسمى تغييريون لواجهتهم فضيحة كبرى.
أوساط سياسية متابعة أكدت بعد النتائج التي تمخّضت عن جلسة الرابع عشر من حزيران أنها وضعت العلاقة بين المتقاطعين أمام امتحان واختبار صعب، هل يستمر هذا التقاطع أم يتبدد؟. وتضيف أن كل الإشارات التي سبقت الجلسة تؤكد أن التيار الوطني الحر سيعيد حساباته بشأن هذا التقاطع خصوصاً بعد التّصدع الذي أصاب تكتّله وتمرّد بعض أفراده ورفضهم الاقتراع لأزعور، معتبرة أن هذا المتغير في بنية التيار لم يستفد منه سوى القوات اللبنانية الساعية إلى الإمساك بالشارع المسيحي، مكرّرة ما قام به الرئيس الأسبق بشير الجميل عندما عمد إلى ذات الخيار بشلال من الدم، حيث أسكت كل الأصوات المعارضة لسياساته.
وأكّدت الأوساط، أن مشروع القوات وحلفائهم لم يعد خافياً على أحد، ويتكلمون عنه صراحة، وهذا ما أكده سمير جعجع عقب الجلسة الأخيرة باستحالة بقاء النظام السياسي على حاله والمطلوب البحث والعمل من أجل إيجاد نظام سياسي جديد.
ولفتت الأوساط أيضاً إضافة إلى ما سيحصل على صعيد المتقاطعين في مسألة العلاقة بين المختارة وعين التينة، حيث من المتوقع أن يعيد وليد جنبلاط حساباته بعد أن أوفى بوعده بتجيير أصوات اللقاء الديمقراطي لأزعور لأنه كان من ضمن لائحة المبادرة التي أطلقها قبل أشهر، مضيفة من أن الزعيم الدرزي وهو القارئ الجيد لما يحصل في المنطقة لن يستمر في دعمه لأزعور في حال تمسّك به المتقاطعون، وهو كما يبدو من خلال مواقفه أنه يسعى إلى دفع الأطراف كافة نحو الحوار والتوافق.
وفي هذا السياق تقول الأوساط إن أكثر المرتاحين لنتائج الجلسة الأخيرة هو الثنائي الوطني في الداخل، حيث أثبت بأنه رقمٌ صعبٌ لا يمكن تجاوزه، خصوصاً أنهم أفشلوا خطة المتقاطعين التي كانت تهدف إلى حرق ترشيح سليمان فرنجية، والثنائي سيتمسك به أكثر، خصوصاً بعد أن كشفوا أوراق المتقاطعين وخصوصاً التغيريين الذين تشتتوا وتشرذموا.
وتضيف الأوساط أنه بعد وصول المشهد الداخلي إلى هذا المفترق الخطير تبقى العين على الخارج الذي هو وحده القادر على كسر الجمود الذي قد يستمر طويلاً، والرهان في هذا السياق على الدور الفرنسي الذي لن تحرجه الأرقام التي حصل عليها أزعور بعد دخول واشنطن بقوة على الاستحقاق والطلب من التغيريين بالاقتراع له، لأن هناك تنافساً في مكان ما بين باريس وواشنطن، وحسب هذه الأوساط فإن باريس ستتمسك بمبادرتها التي أطلقتها منذ بداية الاستحقاق باعتبارها السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي، مؤكدة أن باريس ستعمل على تسويق تسوية واقعية انطلاقاً من مبادرتها، بل ستتمسك بها أكثر باعتبار أن هناك استحالة تجاوز الثنائي الوطني، وخصوصاً حزب الله الذي سيتمسك بموقفه الداعم لفرنجية، خصوصاً بعد فشل المتقاطعين في إخراجه من حلبة السباق، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن باريس منزعجة من محاولة القوات اللبنانية وحلفائها التشكيك بدورها وتصويره بأنه تحدٍّ للإجماع المسيحي.
وتختم الأوساط بأن العاصمة الفرنسية التي زارها ولي العهد السعودي وكان الملف اللبناني على طاولة القمة التي جمعته مع ماكرون تتهيأ للتحرك وفق الثوابت التي حددتها منذ أزمة الشغور الرئاسي.