أوساط سياسية للبلاد:

الموفد الفرنسي يستطلع ولا يحمل مبادرة..

والثنائي الوطني لن يتخلى عن فرنجية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

يبدو أن السيناريو المحلي والدولي الذي رسم لجلسة الرابع عشر من حزيران لم ينجح في ملء الفراغ الرئاسي، هذا الفشل مرتبط بالانقسام العامودي والحاد بين المكونات السياسية اللبنانية والصراع بين اتجاهين لهما امتدادات إقليمية ودولية، اتجاه يقوده الثنائي الوطني وحلفاؤهما في مواجهة المشاريع الغربية التي تستهدف المنطقة من أجل حصار كل أشكال المقاومة في الإقليم، واتجاه ينفذ أجندة الغرب تقوده القوات اللبنانية وحلفاؤها.

أوساط سياسية اعتبرت أن هذا الانقسام بين القوى السياسية اللبنانية سيستمر لفترة طويلة ما دامت القوات اللبنانية متمسكة بمواقفها، وهذا يعني أن الفراغ الرئاسي قائم لمدة طويلة، واعتبرت أن جولة الموفد الفرنسي ولقائه القيادات اللبنانية من الفريقين، قد لا تعني أن الحلول باتت قريبة خصوصاً أن لودريان لا يحمل أي مبادرة فعلية، بل مجرد أفكار واستطلاع لمواقف الفريقين لنقلها إلى الرئيس الفرنسي.

وأضافت الأوساط في هذا السياق أن الأزمة اللبنانية لم تكن بنداً رئيسياً في القمة الفرنسية - السعودية، وحضرت بإيجاز تمظهر من خلال البيان الذي صدر عن الرئاسة الفرنسية، وهذا يعني أن موضوع لبنان كان ثانوياً خصوصاً أن البند الذي تطرق إلى لبنان كان تكراراً لمواقف الدولتين، حيث تم دعوتهما إلى بذل كل الجهود لإخراجه من أزمته مع التأكيد على أن هذا الأمر لا يحصل إلا بالتوافق والحوار، مع دعوة فرنسية للسعودية أن تلعب دوراً أكبر في معالجة الأزمة اللبنانية.

وأشارت الأوساط إلى أن كل فريق لا يزال متمسكاً بمواقفه، فالقوات وحلفاؤها وحتى التيار الوطني الحر رافضون للحوار، في حين أن فريق الثنائي الوطني متمسك بموقفه بأن لا حل لهذه الأزمة إلا بالحوار، وهذا يعني - تقول الأوساط - أن فريق الثنائي الوطني متمسك بالوزير السابق سليمان فرنجية ولن يتراجع عن هذا الدعم باعتباره الرجل القادر على إنقاذ لبنان من أزماته المتعددة خصوصاً أن باريس كما تؤكد كل المعلومات ما زالت حتى الآن متمسكة بمبادرتها وفق معادلة فرنجية - سلام.

وتضيف الأوساط أن واشنطن وعلى الرغم من المواقف التي أطلقتها نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط عشية جلسة الرابع عشر من حزيران كانت مجرد تهويل فقط، لأن إدارة بايدن مشغولة في أمكنة أخرى في العالم، وتحاول احتواء الهزائم التي لحقت بسياساتها في أكثر من منطقة في العالم وخصوصاً في الشرق الأوسط، حيث تمكن محور المقاومة من كسر الهجوم الأمريكي وإجهاض كل المشاريع التي كانت تستهدفه، وهذا يؤشر - تقول الأوساط - إلى أن هناك موافقة أمريكية على الدور الفرنسي الهادف إلى تذليل العقبات التي تعترض ملء الفراغ الرئاسي من خلال إحداث ثغرة في جدار الأزمة وهذا ما يحاول الموفد الفرنسي التحضير له قبل إطلاق باريس مبادرة جدية وحقيقية تعتمد على الحوار من أجل التوافق.