أوساط سياسية للبلاد:

الثنائي الوطني متمسك بدعم فرنجية

ولودريان يعمل على مشروع حواري يجمع كل الفرقاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

الجمود هو الذي يسيطر على المشهد السياسي الداخلي بعد زيارة الموفد الفرنسي إيف دو لدوريان، ولم تشهد الساحة الداخلية أي تحرك بين القوى السياسية حيث بات التباعد هو سيد الموقف وسط تبادل التهم بين المعنيين، الأمر الذي بات ينذر بالخطر الفعلي في ظلِّ التحريض الطائفي والمذهبي.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن الثنائي الوطني قد أبلغ الوفد الفرنسي خلال زيارته إلى بيروت بأنه متمسك بدعم سليمان فرنجية من أجل ملء الفراغ الرئاسي مع ترحيبه بأي مبادرة حوارية دون شروط مسبقة. وأضافت أن ما يعزز موقف الثنائي هو انعدام الفرص أمام مرشح التقاطعات جهاد أزعور، إلا أن اللافت في هذا السياق حسب هذه الأوساط هو أن هناك بعض الأطراف وخصوصاً القوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقلين ما زالت تعتبره المرشح الأفضل لملء الشغور الرئاسي. وهؤلاء البعض من مؤيدي أزعور يواصلون زيارات خارجية توسلاً لضغط خارجي دعماً لمرشحهم.

وتشير الأوساط إلى أن التيار الوطني الحر انصرف عقب الجلسة البرلمانية الأخيرة إلى البحث عن مرشح جديد يحمل ما يعتبره البرنامج الذي يلاقي أو يتقاطع مع برنامج التيار الرئاسي من دون أن يعثر عليه حتى الآن، الأمر ذاته - تؤكد الأوساط - ينطبق على الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يعتبر أن الجلوس على طاولة الحوار من أجل التوصل إلى صيغة رئاسية لا يشكل استفزازاً أو تحدياً لأي طرف سياسي. واعتبرت أنه في ظل هذا المناخ السياسي السائد بين المكونات السياسية يعني أن ملف الشغور سيبقى في دائرة التجاذب ولن تتمكن القوى الداخلية من التوصل إلى أي اتفاق سوى إبقاء البلد عرضة للمفاجآت وفي مهب الأوهام. وسط هذا الانقسام لم يبق أمام اللبنانيين سوى الانتظار بأن يأتيهم الفرج من الخارج وهذا الأمر قد يطول انتظاره إلى فترة غير محددة وقد لا يأتي قريباً في ظلّ ما يتمّ تسريبه من معلومات من أن الموفد الفرنسي ما زال يبحث عن صيغة تجمع القوى السياسية اللبنانية، وهو ما زال يجري اتصالاته من أجل القيام بجولة تشمل الدول المهتمة بلبنان كالسعودية وقطر وربما إيران متوقعة أن يحمل معه خلال زيارته المرتقبة إلى لبنان مشروعاً للحوار دون أن تتضح ملامح هذا المشروع وقد يكون لبنانياً أو برعاية فرنسية أو خارجية أو تشارك فيه الدول الخمس التي تتابع الوضع اللبناني ولفتت إلى أن لو دريان لم يكتب تقريراً حتى الآن ولم يلتق بعد أي من ممثلي الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني.