باريس تنسق مع الرياض لإنقاذ لبنان الكيان الصهيوني يصَّعد جنوباً وواشنطن تتحرك
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
باريس تنسق مع الرياض لإنقاذ لبنان
الكيان الصهيوني يصَّعد جنوباً وواشنطن تتحرك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
لا تزال الخلافات بين المكونات السياسية حول الملفات العالقة والاستحقاقات على حالها، فالجمود سيد الموقف في الساحة الداخلية بانتظار ما ستسفر عنه التحركات الخارجية، خصوصاً في ظل الحديث عن اجتماع للجنة الخماسية في قطر، إضافة إلى التحرك الفرنسي الذي يقوده إيف دو لودريان باتجاه بيروت بعد لقاء تنسيقي مع الرياض.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته هو الحوار بين مكوناته، وهذا هو الخيار الوحيد وهو بات ملحاً وضرورياً في هذه المرحلة لعدة أسباب أبرزها:
أولاً: هناك استحقاق داهم لا يمكن التعاطي معه بكيدية أو ميوعة وهو استقالة حاكم المصرف المركزي، وعلى الرغم من الخلافات القائمة بين القوى السياسية حول الطريقة لملء هذا الفراغ إلا أن هناك ضرورة لإنجاز هذا الاستحقاق لأن السياسية النقدية التي يضعها هذا المصرف ضرورية لاستقرار صرف سعر الدولار، وأي لعب في هذا الملف قد يؤدي إلى انهيار شامل في كل المؤسسات وخصوصاً الأمنية.
ثانياً: إن الخلافات بين الأحزاب السياسية يجب أن لا تحجب الرؤيا حيال نوايا الكيان الصهيوني العدوانية المبيتة والتي تجلت بعد ضمها للجزء الشمالي لقرية الغجر، في وقت أثبتت المقاومة عجز هذا الكيان عن كسر إرادتها ونصبت خيمتين في الأراضي اللبنانية، الأمر الذي رفع من حدة التوتر جنوباً وفرض على واشنطن التحرك لاحتواء هذه الأزمة التي افتعلها الكيان الصهيوني، وحاولت إدارة بايدن الاستفادة منها لطرح إعادة ترسيم الحدود البرية التي رفضها حزب الله معتبراً أن الحدود مع فلسطين المحتلة مرسَّمة منذ سنوات، وأن لا مقايضة بين إزالة الخيمتين وإعادة الجزء الشمالي من قرية الغجر إلى السيادة اللبنانية.
ثالثاً: الاستحقاق الرئاسي ما زالت المواقف بشأنه على حالها، الثنائي الوطني ما زال متمسكاً بدعم فرنجية باعتباره يمثل ضمانة حقيقية لكل الأطراف السياسية اللبنانية والفريق الآخر ما زال يمانع ويرفض الحوار ويواصل سياسة التحريض ضد المقاومة.
وسط هذا التناقض تتحرك باريس بكل الاتجاهات من خلال موفدها إيف دو لوريان الذي التقى المستشار في مجلس الوزراء السعودي والمكلف من ولي العهد بالملف اللبناني، وكما يبدو أن باريس تبدو وحيدة في هذه المهمة، حيث أن ملف لبنان ليس أولوية على جدول اهتمامات سائر الدول بما فيهم دول اللجنة الخماسية.
وأكدت الأوساط أن باريس ما زالت متمسكة بمبادرتها والموفد الفرنسي الذي سيصل إلى بيروت الأسبوع المقبل سيعمل لدى كل الفرقاء من أجل دفعهم للحوار من أجل التفاهم على صيغة ترضي جميع الأطراف.
وتقول الأوساط، إن الموفد الفرنسي قد يستفيد من الحوار الجاد بين حزب الله والتيار الوطني الحر من دون شروط مسبقة خصوصاً بعد أن أسقط التيار شرطه بسحب ترشيح فرنجية مسبقاً، معتبرة أن الانسداد المستحكم في أفق الأزمة الرئاسية دفع الفريقين نحو الحوار وعدم الرهان على متغيرات قد لا تأتي قريباً.