أوساط سياسية للبلاد: اللجنة الخماسية تصب الزيت على نار الأزمة وبيروت تنتظر توضيحات الموفد الفرنسي
محمد الضيقة

محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
"تمخض الجبل فأنجب فأر" هذه نتيجة ما صدر عن اللجنة الخماسية بشأن الملف اللبناني، وبدل أن تجد هذه اللجنة الحلول، عمدت من خلال بيانها إلى تأزيم الأوضاع أكثر مما هي عليه..
لأن مسألة التهديد بالعقوبات للأطراف التي تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية لن يجدي نفعاً بل على العكس سيزيد الانقسام وتصبح الأطراف أكثر تشدداً، خصوصاً أن كل فريق يتهم الآخر بأنه هو الذي يعرقل.
أوساط سياسية متابعة اعتبرت في قراءة هادئة لما صدر عن اللجنة الخماسية، أنه كان لافتاً انعدام أي اقتراحات عملية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي على الرغم من دعوة المجتمعين في الدوحة إلى الالتزام بالدستور، وهذه الدعوة قد تكون بديهية وقد أصبحت ممجوجة من كثرة تردادها المتواصل في كل المواقف الدولية التي تتابع الملف اللبناني.
وأضافت أن هذه الدعوة المرفقة بالتهديد بالعقوبات تؤشر إلى أن الدول التي تتابع الأزمة اللبنانية لا تملك أي حلول عملية باستثناء باريس التي يتابع موفدها جان إيف لودريان اتصالاته بكل الأطراف في الداخل والخارج وبانتظار عودته إلى بيروت، تقول الأوساط إنه قد يحمل معه المزيد من المعلومات حول ما جرى في لقاء الدوحة، لافتة في هذا السياق إلى أن أعضاء اللجنة الخماسية ليسوا موحدين على موقف واحد فكل دولة تعمل من أجل تحقيق مصلحتها وأهدافها على حساب المصلحة اللبنانية العليا.
وتضيف الأوساط أن غياب الحلول الفعلية عن اللجنة الخماسية يعود لأسباب كثيرة، إلا أن أبرزها إضافة إلى تناقض مواقفها أن لبنان لا يحتل أي أولوية لدى هذه الدول باستثناء فرنسا، وهذا ما بدا واضحاً، حيث ما صدر عنها تناول فقط البديهيات والعموميات.
وتؤكد الأوساط، أن كل ما يصدر من الخارج لن يبدل ولن يغير في مواقف القوى ولن يساعد في ملء الفراغ الدستوري، وبانتظار عودة الموفد الفرنسي الذي قد يحمل في جعبته بعض الأفكار العملية هناك فرصة ثمينة للقوى السياسية اللبنانية للاتفاق فيما بينها على صيغة لا تغضب أي طرف، مشيرة في هذا السياق إلى أن السبيل الوحيد أمام القيادات اللبنانية هو لبننة الاستحقاق، وأن الاعتماد على الخارج في وضع الحلول يعني أن أزمة الفراغ الرئاسي قد تطول إلى فترة طويلة جداً.
وأكدت الأوساط أنه في ظل هذا المناخ الدولي والإقليمي الذي لا يضع لبنان في أولوياته يبقى أن الحل الوحيد العملي لإنجاز الاستحقاق، هو الشروع في الحوار بين المكونات اللبنانية، وهذه هي الفكرة التي تعمل باريس على تسويقها، وقد يحمل موفدها تفاصيل عن كيفية تنظيم هذا الحوار.
يبقى أن الجمود بشأن الملف الرئاسي سيبقى قائماً - كما تقول الأوساط - لأن كل المبادرات التي تطرح من الخارج غير عملية ولا تشكل حلولاً فعلية، وبانتظار حصول متغيرات جديدة قادرة على تحريك هذا الملف إيجاباً، على اللبنانيين العض على الجراح والتعايش مع أزماتهم المعيشية.